للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} (١)، فهذه الباء لا يخلو: إمَّا أن يكون للإضافة، وللتَّبعيض، فإن كان للإضافة فبظاهر الآية يقتضي جميع الرَّأس، وإن كان للتَّبعيض فبظاهر الآية يقتضي بعضًا مقصودًا، وهو ما يزيد على أقل ما يتناوله اسم المسح، وذلك مجهولٌ مفتقرٌ إلى البيان وقد ورد البيان (٢)، فلما روى المغيرة بن شعبة "أن رسول الله أتى سباطة (٣) قوم فبال وتوضأ فمسح على ناصيته وخفيه" (٤) صار ذلك بيانًا لمراد الآية وبيانًا المجمل (٥)


(١) سورة المائدة آية ٦.
(٢) البيان في كلام العرف عبارة عن الإظهار، وقد يستعمل في الظهور، قال الله تعالى: {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [سورة الرحمن، آية: ٤]، والمراد به الاظهار، والفصل. ينظر: البزدوي، علي بن محمد، كنز الوصول إلى معرفة الأصول (أصول البزدوي)، ط: مطبعة جاويد بريس، (٢٠٩).
(٣) السباطة هي مكان تجمع فيه النفايات وتسمى اليوم (المزبلة). ينظر: السبتي، أبو الفضل، عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي، (ت: ٥٤٤ هـ)، مشارق الأنوار على صحاح الآثار، ط: دار التراث، (٢/ ٢٠٤).
(٤) أخرجه ابن ماجه في سننه (سنن ابن ماجة)، ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، ط: أبو المعاطي، أبواب الطَّهارة وسننها، باب ما جاء في البول قائمًا، (١/ ٢٠٤). وأخرجه البزار في كتابه: البزار، أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، البحر الزخار، تح: محفوظ الرحمن زين الله، (حقق الأجزاء ١/ ٩)، وعادل بن سعد (حقق الأجزاء ١٠/ ١٧) وصبري عبد الخالق الشافعي (حقق الجزء ١٨)، ط: مكتبة العلوم والحكم في مسنده (٧/ ٢٩٦). وأخرجه الطَّبراني في (المعجم الأوسط)، الطبراني، أبو القاسم سليمان بن أحمد، تح: طارق بن عوض الله بن محمد، وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، ط: دار الحرمين، (٥/ ٢٨١ - ٢٨٢).
(٥) المجمل: وهو ما ازدحمت فيه المعاني واشتبه المراد اشتباها لا يدرك بنفس العبارة بل بالرجوع إلى الاستفسار ثم الطلب ثم التأمل وذلك مثل قوله تعالى وحرم الربا فإنه لا يدرك بمعاني اللغة بحال وكذلك الصلاة والزكاة وهو مأخوذ من الجملة. ينظر: البزدوي، أصول البزدوي، (مرجع سابق) (٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>