للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على الأذان، والحج، والغناء، والنّوح، لما روي عن النبي - عليه السلام -: "أنه نهى عن عسب التّيس"، وإنما أراد به الاستجار عليه؛ لأن ذلك عمل جائز بالإجماع، ولأنه عمل مجهول لا يمكن استغناؤها؛ لأنه لا يمكن إجبار البهيمة عليه، وإما لغناء والنوح، فلأنه نهى عنهما، لقوله - عليه السلام -: "لعن الله صوتين أحمقين المغنيّة والنايحة" (١)، فصار كسائر المنهيات، وهو بُزنر هذا من قبيل ذكر [الجزاء] (٢)، وإرادة الكل، أي: الفحل مراد مطلقًا [سواء] (٣) [إن] (٤) كان الحمار، أو الفرس العسب بسكون


(١) الترمذي، سنن الترمذي، مصدر سابق، كتاب الجنائز، باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت، رقم الحديث: ١٠٠٥، ج ٣، ص ٣١٩. ونصه: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ، فَوَجَدَهُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَوَضَعَهُ في حِجْرِهِ فَبَكَى، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أتَبْكِي؟ أَوَلَمْ تَكُنْ نَهَيْتَ عَنِ البُكَاءِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، خَمْشِ وُجُوهٍ، وَشَقِّ جُيُوبٍ، وَرَنَةِ شَيْطَانٍ". وقال أبو عيسى: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ". البيهقي، السنن الكبرى، مصدر سابق، كتاب جماع أبواب البكار على الميت، باب الرخصة في البكاء بلا ندب ولا نياحة، رقم الحديث: ٧١٥١، ج ٤، ص ١١٥.
ونصه: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه - إِلَى النَّخْلِ فَإِذَا ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَتَبْكِي وَأَنْتَ تَنْهَى النَّاسَ؟ قَالَ: "إِنِّي لَمْ أَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنِ النَّوْحِ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ صَوْتٌ عِنْدَ نَغَمَةِ لَهْوٍ وَلَعِبٍ وَمَزَامِيرِ شَيْطَانٍ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشُ وُجُوهٍ وَشَقُّ جُيُوبٍ وَرَنَّةٌ .... ". ابن أبي شيبة، مصنف ابن أبي شيبة، مصدر سابق، كتاب الجنائز، باب من رخص في البكاء على الميت، رقم الحديث: ١٢١٢٤، ج ٣، ص ٦٢. قال الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته (٢/ ٩٢٢): "صحيح"، وقال أيضا في صحيح وضعيف سنن الترمذي (٣/ ٥): "حسن".
(٢) ما بين المعقوفين في (ب)، (خ) "الجزء".
(٣) ما بين المعقوفين في (ب) "سوى".
(٤) ما بين المعقوفين زيادة من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>