حدثني عمرو بن حرملة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال
ــ
وقال يحيى بن سعيد القطان: "كان ابن جريج صدوقًا؛ فإذا قال: حُدثت؛ فهو سماع، وإذا قال: أخبرني؛ فهو قراءة، وإذا قال: قال؛ فهو شبه الريح".
انظر: "تهذيب التهذيب" (٦/ ٤٠٤).
وقال أحمد بن صالح المصري، كما في "تاريخ الدارمي" (٤٣/ ١٠): "ابن جريج إذا أخبر الخبر فهو جيد، وإذا لم يخبر فلا يعبأ به".
قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "جلباب المرأة المسلمة" (ص ٤٦): "فتبين من كلمات هؤلاء الأئمة: أن حديث ابن جريج المعنعن ضعيف شديد الضعف لا يستشهد به؛ لقبح تدليسه، حتى روى أحاديث موضوعة بشهادة الإمام أحمد" أ. هـ.
على أن الحافظ ابن معين قال في "تاريخ الدارمي" (٤٤/ ١٣): "ابن جريج؛ ليس بشيء في الزهري".
قلت: وهو كذلك؛ فقد خالف ابنُ جريج أصحاب الزهري في هذا الحديث في إسناده ومتنه.
أما الإسناد؛ فقد أخرجه البخاريُّ في "صحيحه" (٩/ ٥٣٤/ ٥٣٩١ و ٥٤٢/ ٥٤٠٠ و ٦٦٣/ ٥٥٣٧)، ومسلم في "صحيحه" (٣/ ١٥٤٤/ ١٩٤٥ و ١٩٤٦)، وأبو داود (٣/ ٣٥٣/ ٣٧٩٤)، والنسائي في "المجتبى" (٧/ ١٩٧ - ١٩٨ و ١٩٨)، و"الكبرى" (٣/ ١٥٦/ ٤٨٢٨ و ٤٨٢٩ و ٤/ ١٥٣/ ٦٦٥٣)، وابن ماجه (٢/ ١٠٧٩ - ١٠٨٠/ ٣٢٤١) وغيرهم كثير من طريق مالك بن أنس ومعمر ومحمد بن الوليد الزبيدي وصالح بن كيسان ويونس بن يزيد الأيلي خمستهم عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن ابن عباس عن خالد بن الوليد. وبعض الرواة لم يذكر خالد بن الوليد ولا يضر ذلك.
وتابع الزهري عليه: محمد بن المنكدر؛ أخرجه مسلم (٣/ ١٥٤٣).
وأما المتن. فلم يذكروا ما عند ابن ماجه، وفيه -أيضًا- قصة طويلة في أكل خالد للضب.
قال ابن أبي حاتم في "العلل" (٢/ ٤/ ١٤٨٢): "سألت أبي: عن حديث رواه هشام بن عمار بآخره عن إسماعيل بن عياش عن ابن جريج عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس (وذكره).
قال أبي: هذا خطأ؛ إنما هو عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن ابن عباس عن خالد بن الوليد ثم قال: ليس هذا من حديث الزهري؛ إنما هو من حديث علي بن زيد بن جدعان عن عمر بن حرملة عن ابن عباس عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -.
قال أبي: وأخاف أن يكون قد أُدخل على هشام بن عمار؛ لأنه لما كبر تغير" أ. هـ.