للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صالح عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال علي بن أبي

ــ

طبقات السند, ولا يكفيه تصريحه بالتحديث عن ابن جريج وحده.

الثالثة: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي تكلم فيه من جهة حفظه.

قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "الجرح والتعديل" (٤/ ١٢٩): "صدوق مستقيم الحديث؛ ولكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين، وكان عندي في حد: لو أن رجلًا وضع له حديثًا لم يفهم وكان لا يميز" أ. هـ.

وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٤٠٦): "وكان سليمان صحيح الحديث، إلا أنه كان يحوّل، فإن وقع فيه شيء فمن التنقل".

قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني - رحمه الله - في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص ٤٣) معلقًا على هذا الكلام: "يعني: أن أصول كتبه كانت صحيحة، ولكنه كان ينتقي من أحاديث يكتبها في أجزاء، ثم يحدث عن تلك الأجزاء؛ فقد يقع له خطأ عند التحويل، فيقع في بعض الأحاديث في الجزء خطأ؛ فيحدث به.

وأحسب بليةَ هذا الخبر من ذاك، كأنه كان في أصل سليمان خبرًا آخر فيه. "حدثنا الوليد: حدثنا ابن جريج"، وعنده هذا الخبر بسند آخر إلى ابن جريج؛ فانتقل نظره عند النقل من سند الخبر الأول إلى سند الخبر الثاني؛ فتركب هذا الجزء على ذاك السند، وكأن هذا إنما اتفق له أخيرًا فلم يسمع الحفاظ الأثبات كالبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم هذا الجزء منه، ولو سمعه أحدهم لنبهه؛ ليراجع الأصل".

قلت: وهو كما قال - رحمه الله -, وهذا يلتقي تمامًا مع ما قرره الذهبي - رحمه الله - في "ميزان الاعتدال".

وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (ق ١٦٢/ أ) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ١٣٨ - ١٤٠) -: حدثنا محمد بن الحسن بن محمد القرشي: حدثنا الفضل بن محمد العطار: حدثنا هشام بن عمار: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به.

قال ابن الجوزي: "أنا لا أتهم به إلا النقاش شيخ الدارقطني؛ قال طلحة بن محمد بن جعفر: كان النقاش يكذب، وقال البُرْقاني: كل حديثه منكر، وقال الخطيب: أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة".

وتعقبه الحافظ ابن حجر؛ كما نقله عنه الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص ٤٢): "هذا الكلام تهافت، والنقاش بريء من عهدته؛ فإن الترمذي أخرجه في "جامعه" من طريق الوليد به" أ. هـ.

قلت: وعلته الوليد بن مسلم، فإنه مدلس تدليل التسوية، ولم يصرح بالسماع.

وبالجملة؛ فالحديث واه بمرة، وأما متنه؛ فموضوع ليس عليه نور النبوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>