للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

.................................................................

ــ

وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "التلخيص الحبير" (٢/ ١٣٨): "وكل المُتابعين لعلي بن عاصم أضعف منه بكثير، وليس من رواية يمكن التعلق بها إلا طريق إسرائيل؛ فقد ذكرها صاحب "الكمال" من طريق وكيع، ولم أقف على إسنادها بعد" أ. هـ.

قلت: قد وقفت على إسنادها -ولله الحمد-؛ فقد أخرجها الخطيب البغدادي في "تاريخه" (١١/ ٤٥١) من طريق أبي بكر الشافعي: حدثنا محمد بن عبد الله الدَّينَوَري: حدثنا إبراهيم بن مسلم -قال ابن الحباب: الخوارزمي، وقال عبد الغفار: الوكيعي، ثم اتفقا-: حضرت وكيعًا وعنده أحمد بن حنبل، وخلف المخزومي، فذكروا عليًا بن عاصم، فقال خلف: إنه غلط في أحاديث؛ فقال وكيع: وما هي؟ فقال: حديث محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال: قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من عزى مصابًا فله مثل أجره".

فقال وكيع: حدثنا قيس بن الربيع عن محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله، وقال وكيع: حدثنا إسرائيل بن يونس عن محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من عزى مصابًا فله مثل أجره" أ. هـ.

وقد عزاه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (٧/ ٩) إلى "الجزء الحادي عشر من فوائد أبي جعفر بن البختري".

قال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (٣/ ٢١٩): "وهذه متابعة قوية؛ إذا صح السند إليها؛ فإن إسرائيل بن يونس ثقة من رجال الشيخين، وقيس بن الربيع صدوق سيىء الحفظ، وبقية الرجال ثقات معروفون؛ إلا الدينوري فهو مترجم في "تاريخ بغداد" (٥/ ٤٣٢)، وقال: حدث أحاديث مستقيمة، وذكره الدارقطني، فقال: "صدوق"، وإلا إبراهيم بن مسلم الخوارزمي؛ فأورده الحافظ في "اللسان" [(١/ ١١١) وقال: يُغرب؛ قاله ابن حبان [في "الثقات" (٨/ ٧١)] " أ. هـ.

ثم ذكر شيخنا - رحمه الله - قول الحافظ المتقدم آنفًا وقال: "قد وقفنا على إسنادها -والحمد لله- وقد عرفت أن راويها عن وكيع لم يوثقه أحد غير ابن حبان مع قوله فيه: "يُغرب"؛ فمثله لا يحتج به؛ والله أعلم" أ. هـ كلامه - رحمه الله -.

قلت: وهو كما قال:

وقال الحافظ العلائي في "النقد الصحيح" (ص ٣٤): "وإبراهيم بن محمد بن مسلم هذا ذكره ابن حبان في "الثقات", ولم يتكلم فيه أحد!، وقيس بن الربيع صدوق تكلموا فيه وحديثه يصلح متابعًا لرواية عاصم بن علي" أ. هـ.

قلت: قيس لم يتفرد به؛ بل تابعه عليه إسرائيل بن يونس -وهو ثقة- لكن السند

<<  <  ج: ص:  >  >>