للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨٨ - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا محمد بن وهب ثنا

ــ

إليهما لا يصح؛ كما بينت آنفًا، وهذا -أيضًا- مما فاتني ذكره أثناء تعليقي على "الأذكار" (١/ ٣٩٨).

وللحديث شاهد من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - به؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢١١٣) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٢٢٣) - من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي عن أبي الزبير المكي عن جابر به.

قال ابن الجوزي: "وأما حديث جابر؛ ففيه محمد بن عبيد الله العرزمي؛ قال يحيى: لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك" أ. هـ.

قلت: وهو كما قال، وفي "التقريب": "متروك"؛ فسنده ضعيف جدًا.

وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٢/ ١٣٨): "وله شاهد أضعف منه ... وذكر هذا الحديث".

وجملة القول: إن الحديث ضعيف، وليس في شيء من طرقه ما يمكن أن يعتمد عليه في تقويته، ولكنه لا يبلغ أن يكون موضوعًا؛ كما زعم ابن الجوزي.

وقد ردَّ عليه العلماء المحققون، وذكر أقوالهم السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (٢/ ٤٢١ - ٤٢٥) وأطال في ذلك.

قلت: وقد اتفق الحفاظ المحدثون على تضعيف هذا الحديث:

- قال الإمام النووي في "الأذكار" (١/ ٣٩٧ - بتحقيقي)، و"المجموع" (٥/ ٣٠٥): "إسناده ضعيف".

- وقال الدمياطيُّ في "المتجر الرابح" (ص ١٦٨): "خرج الترمذيُّ بإسناده" (١).

- وقال العلائي في "النقد الصحيح" (ص ٣٤): "والذي يظهر أن هذا الحديث يقارب درجة الحُسْن ولا ينتهي إليه؛ بل فيه ضعف محتمل، فأما أن يكون موضوعًا فلا".

- وضعفه الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٢/ ١٣٨)، و"الأجوبة عن أحاديث المصابيح" (٣/ ١٧٩٠)، و"نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (٤/ ١٣٧).

- وضعفه إمامُ عصرنا في الحديث شيخنا العلامة المحدّث الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (٧٦٥).

٥٨٨ - إسناده ضعيف؛ أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس"؛ كما في "فيض القدير" (٤/ ٥٠٢) - من طريق المصنف به.

وأخرجه الطبَسّيُّ في "ترغيبه"؛ كما في "تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل


(١) وقد قال في "مقدمة كتابه" (ص ٢): "فحيث قلت: "خرج فلان بإسناده" فهو سند سقيم" أ. هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>