للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن روح بن القاسم عن أبي جعفر المدني -وهو الخطمي- عن أبي

ــ

قلت: وروايته هذه منكرة؛ فقد قال ابن عدي: حدث عنه -يعني: شبيبًا- ابن وهب بمناكير، وقال ابن حجر: لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب.

وهذا منها؛ فإن راوي هذه الطريق عن شبيب هو ابن وهب، وأمر آخر وهو أن أحمد بن شبيب وهو أثبت من ابن وهب في أبيه لم يذكر هذه الزيادة في متنه، وأنه كان يفعل ذلك بعد وفاة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ كما تقدم في الرواية الأولى، ثم هو -أيضًا- مخالف للثقات الذين رووا هذه القصة، ولم يذكروا هذه الزيادة، كما سيأتي تفصيله.

ولذلك قال شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "التوسل" (ص ٩٥ - ٩٦): "وخلاصة القول: إن هذه القصة ضعيفة منكرة، لأمور ثلاثة: ضعف حفظ المتفرد بها، والاختلاف عليه فيها، ومخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث، وأمر واحد من هذه الأمور كاف لإسقاط هذه القصة فكيف بها مجتمعه؟ " أ. هـ.

قلت: ثم إن شبيبًا هذا توبع عليه في هذا الحديث، ولم يذكر هذه الزيادة المنكرة، فقد أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٤/ ١٩٦٠/ ٤٩٢٩)، والحاكم (١/ ٥٢٦) من طريق عون بن عمارة عن روح بن القاسم به.

وعون هذا، وإن كان ضعيفًا، لكن لا بأس به في الشواهد والمتابعات، فهو متابع قوي لرواية أحمد بن شبيب عن أبيه، والتي هي خالية من الزيادة المشار إليها، وهي موافقة لها؛ فروايتهما أولى بلا شك من رواية ابن وهب المنكرة.

على أن روح بن القاسم لم يتفرد به، بل تابعه هشام الدستوائي عن أبي جعفر الخطمي به دون الزيادة المذكورة: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (٦/ ٢١٠)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٤١٨/ ٦٦٠) عن محمد بن المثنى عن معاذ بن هشام عن أبيه به.

قلت: وهشام ثقة ثبت؛ فصح السند إلى أبي جعفر الخطمي، لكنه فيه كلام، وفي "التقريب": "صدوق"، فالسند حسن لذاته.

ولأبي جعفر الخطمي سند آخر، فأخرجه الترمذي في "جامعه" (٥/ ٥٦٩/ ٣٥٧٨) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (٣/ ٤٧٣) -، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٤١٧/ ٦٥٩)، وابن ماجه (١/ ٤٤١/ ١٣٨٥)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٦/ ٢١٠)، وأحمد (٤/ ١٣٨) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٤/ ١٩٥٨/ ٤٩٢٦)، والمزي في "تهذيب الكمال" (١٩/ ٣٥٩) -، وعبد بن حميد في

<<  <  ج: ص:  >  >>