للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٧٩ - أخبرنا الحسين (١) بن يوسف حدثنا علي بن عبد الرحمن بن

ــ

علي الفلاس عن شعبة عند النسائي، ولم يذكرا هل هو من أول الكهف أو آخرها؟.

وهذا يقوي الاحتمال الذي ذكره شيخنا - رحمه الله - من تردُّ شعبة في هذا الحرف وعدم ضبطه له؛ ولذلك قال شيخنا - رحمه الله - في "الضعيفة" (٣/ ٥١٠):

"ويبدو لي أن شعبة نفسه كان يضطرب في رواية هذا الحديث؛ فتارة يقول: "عشر"؛ كما هي رواية أحمد ومسلم عنه، وتارة يقول: "ثلاث"، كما في رواية الترمذي، وهي شاذة قطعًا، وتارة يقول: "آخر الكهف"؛ كما في روايتهما، وأخرى يقول: "أول الكهف" وهي الصواب" أ. هـ.

ثم وجدت ما يؤكد شذوذ رواية شعبة (من آخر الكهف)؛ فقد أخرج الإِمام مسلم في "صحيحه" (٢٩٣٧) من حديث النوّاس بن سمعان -في ذكر قصة الدجال- وفيه: "فمن رآه منكم؛ فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف".

فهذا شاهد قويّ، قويَ جدًا يؤكد ما انتهيت إليه بعد هذا التحقيق من شذوذ رواية "آخر الكهف"، وأن الصواب في لفظ الحديث: (أول سورة الكهف)؛ فالحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

٦٧٩ - إسناده ضعيف؛ أخرجه أحمد (٣/ ٤٣٩) عن حسن بن موسى الأشيب، والبغوي في "شرح السنة" (٤/ ٤٦٩ - ٤٧٠/ ١٢٠٥)، و"معالم التنزيل" (٥/ ٢١٤) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار كلاهما عن ابن لهيعة به.

وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٠/ ١٦٢/ ٤٤٣) من طريق رشدين بن سعد عن زبّان بن فائد به.

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: زبّان بن فائد، ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته؛ كما في "التقريب".

الثانية: سهل بن معاذ، لا بأس به إلا في رواية زبّان بن فائد عنه، كما في "التقريب"، وهذا منها.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٥٢ - ٥٣): "رواه أحمد والطبراني، وفي إسناد أحمد ابن لهيعة، وهو ضعيف وقد يحسن حديثه! ".

قلت: وفي كلامه هذا نظر من ناحيتين:

الأولى: أن ابن لهيعة ليس ضعيف على إطلاقه، بل بتفصيل معروف عند أهل العلم بالحديث، وملخص ما فيه: أنه اختلط بعد احتراق كتبه؛ فمن سمع منه قبل ذلك؛ فحديثه عنه مستقيم، ومن سمع منه بعد احتراق كتبه واختلاطه؛ فحديثه ضعيف، وحديثنا هذا من هذا القبيل، فإن النضر بن عبد الجبار من قدماء أصحاب ابن لهيعة،


(١) في هامش "م": "الحسن".

<<  <  ج: ص:  >  >>