أتدري من صبّ الماء على يدك؟ فقلت: لا يا أمير المؤمنين، قال: أنا، فقلت:
يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا إجلالا للعلم؟ قال: نعم.
في أيّامه خرج يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن.
شرح كيفيّة الحال في خروج يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ- بن أبي طالب عليه السّلام
كان يحيى بن عبد الله قد خاف مما جرى على أخويه: النّفس الزكيّة وإبراهيم قتيل باخمرى. فمضى إلى الدّيلم [١] فاعتقدوا فيه استحقاق الإمامة وبايعوه واجتمع إليه الناس من الأمصار وقويت شوكته. فاغتمّ الرشيد لذلك وندب إليه الفضل بن يحيى في خمسين ألفا، وولاه جرجان وطبرستان والرّيّ وغير ذلك.
فتوجّه ابن يحيى بالجنود فلطف بيحيى بن عبد الله وحذّره وخوّفه ورغّبه، فمال يحيى إلى الصّلح وطلب أمانا بخطّ الرّشيد، وأن يشهد عليه فيه القضاة والفقهاء، وجلة بني هاشم، فأجابه الرشيد إلى ذلك وسرّ به، وكتب له أمانا بليغا بخطّه، وشهد عليه فيه القضاة والفقهاء ومشايخ بني هاشم، وسيّر الأمان مع هدايا وتحف، فقدم يحيى مع الفضل فلقيه الرشيد في أوّل الأمر بكلّ ما أحبّ، ثم حبسه عنده، واستفتى الفقهاء في نقض اليمين، فمنهم من أفتى بصحته فحاجّه. ومنهم من أفتى ببطلانه فأبطله، ثم قتله بعد ظهور آية له عظيمة.