[وزارة الحسين بن القاسم بن عبيد الله ابن سليمان بن وهب للمقتدر]
كان يقال له أبو الجمال، قيل: إنه أعرق الناس في الوزارة، وهو وزير المقتدر وأبوه القاسم وزير المعتضد والمكتفي، وجدّه عبيد الله وزير المعتضد، وأبو جدّه سليمان بن وهب وزير المهتدي، وفي ذلك يقول الشاعر له:
يا وزير ابن وزير ... ابن وزير ابن وزير
نسقا كالدّر إذ ... نظّم في عقد النّحور
(رمل) لم يكن الحسين بن القاسم بارعا في صناعته، ولا شكرت سيرته في وزارته ولم تطل له المدّة حتّى عجز واختلّت الأحوال عليه. مدحه عبيد الله بن عبيد الله بن طاهر بقوله:
إن أكن مهديا لك الشّعر إنّي ... لابن بيت تهدى له الأشعار
غير أنّي أراك من أهل بيت ... ما على المرء أن يسودوه عار
(خفيف) وهجاه جحظة بقوله:
إذا كان الوزير أبا الجمال ... ومحتسب البلاد الدّانيالي
فعدّ عن البلاد فعن قليل ... ترى الأيّام في صور الليالي
تقضّت بهجة الدنيا وولّت ... وآذن كلّ شيء بارتحال
(وافر) ولما ظهر للمقتدر نقصه وعجزه قبض عليه وصادره. ثم بقي إلى أيّام الراضي وأبعد عن العراق، فلمّا تولّى ابن مقلة الوزارة تقدّم بقتله، وأرسل إليه من قطع رأسه وحمل رأسه إلى دار الخلافة في سفط، فجعل السّفط في الخزانة، وكانت لهم عادة بمثل ذلك. فحدث أنه لمّا وقعت الفتنة ببغداد في أيّام المتّقي أخرج من الخزانة سقط فيه يد مقطوعة ورأس مقطوع، وعلى اليد رقعة ملصقة عليها