للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان حامد يلبس السّواد ويجلس في دست الوزارة [١] وعليّ بن عيسى يجلس بين يديه كالنائب، وليس عليه سواد ولا شيء من زيّ الوزارة، إلا أنّه هو الوزير على الحقيقة فقال بعض الشّعراء:

أعجب من كلّ ما رأينا ... أنّ وزيرين في بلاد

هذا سواد [٢] بلا وزير ... وذا وزير بلا سواد

(منسرح) ثم عزل حامد، واستوزر المقتدر بعده عليّ بن الفرات، وسلمه إليه فقتله سرا.

وزارة أبي القاسم عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله ابن يحيى بن خاقان

لم تطل أيّامه، ولم تكن له سيرة تؤثر وتسطر، واختلّت الأمور عليه فصودر وعزل. ثم توفّي في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.

وزارة أبي العبّاس أحمد بن عبيد الله بن أحمد ابن الخصيب للمقتدر

كان صالح الأدب جيّد العقل مليح الخطّ بليغا، يذاكر بجميل الأخبار والأشعار كان السّبب في ولايته أمرا عجيبا. وهو أنّ أبا العبّاس المذكور كان


[١] الدّست: صدر المجلس أو الديوان، والكلمة فارسيّة.
[٢] السّواد: هو الزيّ الرسمي لذوي المناصب العباسيين.

<<  <   >  >>