للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«توزون [١] » فهرب المتّقي ومعه ابنه وأهله إلى الموصل خوفا على نفسه من حرب ببغداد.

وجرت في تلك الأيّام حروب وفتن، ونهبت دار الخلافة وأخذ ما كان بها.

ثمّ إنّ توزون كتب إلى المتّقي يستميله، وحلف له أيمانا غليظة أنّه لا يناله مكروه من جهته فاغترّ المتقي بذلك، وانحدر من الموصل إلى بغداد، ووصل إلى السنديّة من نهر عيسى فخرج توزون إلى تلقّيه والناس كافّة، فلما رآه توزون قبل الأرض وكان قد أوصى جماعة من أصحابه سرّا أن يحتاطوا به، فاحتاطوا به، وأدخلوه إلى خيمته، ثمّ قبض عليه وسمل عينيه، وخلعه وبايع المستكفي، ومات المتّقي في سنة خمسين وثلاثمائة.

[شرح حال الوزارة في أيامه]

أقرّ سليمان بن الحسن بن مخلد على وزارته أربعة أشهر، ثمّ استوزر أبا الخير أحمد بن محمّد بن ميمون، ولم يكن له سوى الاسم من الوزارة، ولم يكن له سيرة تؤثر. ثمّ أمور أدّت إلى القبض عليه وإلى عزله.

وزارة أبي عبد الله البريديّ للمتّقي

قد سبق حال تغلّبه وقوّة نفسه وجمعه للعساكر، ثمّ إنّه في أيّام المتّقي وصل إلى بغداد ومعه جموع كثيرة، فأظهر المتقي السّرور به، ثم استوزره وهو كاره لذلك. وجرت بينه وبين المتّقي مراسلات أدّت إلى أنّه أرهبه وأفزعه، فحمل إليه خمسمائة ألف دينار ووقعت حروب بين البريديّ وأمراء العسكر فنهبوا داره وانهزم إلى واسط، فكان وقوع اسم الوزارة عليه دون شهر [٢] .


[١] توزون: أمير الأمراء من الدّيلم، جاء بعد ناصر الدولة الحمداني، وقتل الخليفة المتّقي.
مات/ ٣٣٤/ هـ.
[٢] دون شهر: أقلّ من شهر من الزمان.

<<  <   >  >>