وهي قصيدة شاعرة، تناول فيها بني العبّاس بأشياء تركناها تحرّجا، وكانت وقعة شاهي في سنة خمسين ومائتين، وخرج عليه غيره من الطالبيّين، فكانت الغلبة في جميع تلك الحروب له.
واعلم أنّ المستعين كان مستضعفا في رأيه وعقله، وكانت أيّامه كثيرة الفتن ودولته شديدة الاضطراب، ولم يكن فيه من الخصال المحمودة إلّا أنّه كان كريما وهوبا وخلع في سنة اثنتين وخمسين ومائتين، ثمّ قتل بعد ذلك.
شرح حال الوزارة في أيّامه
لما ولي المستعين أقرّ أحمد بن الخصيب على وزارته شهرين، ثمّ استوزر بعده أبا صالح عبد الله بن محمّد بن يزداد.
وزارة أبي صالح بن محمّد بن يزداد
كان عنده أدب وفضل، وكانت توقيعاته وأجوبته من أحسن التوقيعات والأجوبة.
ومن توقيعاته إلى رجل:«ليس عليك بأس ما لم يكن منك بأس» .
قالوا: ولمّا تولّى أبو صالح بن يزداد الوزارة للمستعين، ضبط الأموال، فصعب ذلك على أمراء الدولة- وكان قد ضيّق عليهم- فتهدّدوه بالقتل فهرب، ثم اختلفت الأحوال، واستكتب المستعين تارة محمّد بن الفضل الجرجرائي، وشجاع ابن القاسم لكن لم يتسمّ أحد منهم بالوزارة، ولم تطل تلك الأيام، وكانت ذات فتن وحروب واختلاف كثير.
انقضت أيّام المستعين ووزرائه.
ثمّ ملك بعده المعتزّ باللَّه
هو أبو عبد الله بن محمّد بن المتوكّل، بويع بالخلافة سنة اثنتين وخمسين ومائتين عقيب خلع المستعين، وكان المعتزّ جميل الشّخص حسن الصّورة، ولم يكن بسيرته ورأيه وعقله بأس، إلّا أنّ الأتراك كانوا قد استولوا منذ قتل المتوكّل