للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبطل رأيه- عليه السّلام- وكان ذلك في سنة ثمان وثلاثين.

[وفاة الأربعة]

وفاة أبي بكر- رضي الله عنه-

أوّل من مات منهم أبو بكر. مات بالمدينة حتف أنفه في سنة ثلاث عشرة. وكان مرضه انتقاض [١] لسعة الحيّة التي لسعته ليلة الغار [٢] ودفن عند النبيّ- صلوات الله عليه وسلامه- في بيت عائشة ابنته- رضي الله عنها- زوج الرّسول. وكان الرّسول- صلوات الله عليه- لما قبض في بيتها. فدفن أبو بكر عنده، وعهد إلى عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- واستخلفه على الأمّة بعده.

مقتل عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

لما وضع عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- الخراج اغتاظ من ذلك أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة. لأنه كان قد وضع الخراج على مولاه. وكان عمر ابن الخطّاب لقي أبا لؤلؤة فقال له: اصنع لي رحى فقال أبو لؤلؤة: لأصنعنّ لك رحى تدور مع الدهر. فقال عمر: يهدّدني العبد فطعنه وهو في الصلاة فبقي ثلاثة أيام ومات ودفن في تربة النبيّ- عليه السّلام- وذلك في سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وأمّا أبو لؤلؤة: فاجتمع الناس عليه فقتل منهم جماعة، ثم أخذ وقتل.

ذكر الشّورى وصفة الحال في ذلك

(قال محمّد بن عليّ بن طباطبا) : لمّا طعن عمر اجتمع إليه الناس وسألوه عمّن يتولى بعده، فجعل الأمر شورى- والشّورى في اللغة: هي المشاورة- ومعنى هذا: أنّ عمر لمّا أحسّ بالموت نظر فيمن يعهد إليه ويوليه أمر الأمّة، فلم


[١] انتقاض لسعة الحيّة: نكسة اللسعة المسمومة بعد شفائها.
[٢] ليلة الغار: ليلة الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث لجأ إلى الغار المشهور بغار ثور.

<<  <   >  >>