للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاعتقل بها، وخلع من الخلافة ونهبت داره وسملت عيناه. ولم يزل في دار السّلطنة معتقلا حتّى توفي في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.

شرح حال الوزارة في أيّامه

أوّل وزرائه السامريّ أبو الفرج محمّد بن عليّ. لم يكن له حكم ولا استبداد ولم تطل أيّامه وقبض عليه، وهجاه بعض الشّعراء بقوله:

الآن إن كفر المقتّر رزقه [١] ... قالوا: كفرت فخف عقاب النّار

أأكون رجلي مركبي [٢] وجنيبتي [٣] ... خفّي [٤] ، على ذلّ بذاك وعار

و (السرّمن رائيّ [٥] في إصطبله ... مائتا عتيق فاره مختار

كلب حمار بالخيول، وكاتب ... فطن يضيق به كراء [٦] حمار

أنا قد دهشت فعرّفوني أنتم ... هذا من الإنصاف في الأقدار؟

(كامل) ثم اضطربت أحوال الخلافة، ولم يبق لها رونق ولا وزارة، وتملّك البويهيّون وصارت الوزارة من جهتهم والأعمال إليهم، وقرّر للخلفاء شيء طفيف برسم إخراجاتهم.

انقضت أيّام المستكفي ووزرائه.

ثمّ ملك بعده المطيع للَّه أبو القاسم الفضل بن المقتدر

بويع سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وكان أمره ضعيفا في أيّامه ردّ الحجر الأسود إلى مكانه وكانت القرامطة الخوارج قد أخذوه ثم ردّوه وقالوا: قد أخذناه بأمر ورددناه بأمر. وقوي الفالج على المطيع وثقل لسانه فدخل عليه سبكتكين


[١] المقتّر رزقه: قليل الرزق.
[٢] رجله مركبه: كناية عن السير على الأقدام بلا دابّة.
[٣] الجنيبة: الدابّة تمشي إلى جنب صاحبها.
[٤] الخفّ: النعل.
[٥] السرّمن رائيّ: المنسوب إلى سرّ من رأى وهي سامرّاء، مدينة المعتصم وقصد به الوزير
[٦] كراء الحمار: أجرة استخدامه وركوبه.

<<  <   >  >>