للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان قنبل عن القواس عن أصحابه عن ابن كثير يكبر من غير تهليل، ويكسر آخر السورة إذا كان ساكنا لالتقاء الساكنين، فيقول [الضحى: ١١]: ﴿فحدّث الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم﴾ قال: وأنت مخيّر، إن شئت وقفت على آخر السورة، وإن شئت وصلت بالتكبير وتقف على التكبير، وإن شئت وصلت التكبير بالتسمية ولا تقف على آخر التسمية بعد التكبير ثم تبتدئ بالسورة، لأن التسمية إنما جعلت في أوائل السور، ومثل ذلك [الانشراح: ٨] ﴿فارغب الله أكبر﴾، ويكسر التنوين في قوله [العاديات: ١١] ﴿لّخبير الله أكبر﴾، [القارعة: ١١] ﴿حامية الله أكبر﴾، ويضمّ الهاء في قوله [الزلزلة: ٨] ﴿يره الله أكبر﴾ ويفتح النون في قوله [التين: ٨]: ﴿الحاكمين الله أكبر﴾، [الماعون: ٧] ﴿الماعون الله أكبر﴾، ويضمّ الراء في قوله [الكوثر: ٣]: ﴿الأبتر الله أكبر﴾، ويفتح الدال من قوله [الفلق: ٥]: ﴿إذا حسد الله أكبر﴾.

وأمّا من بقي من القراء فإنهم يصلون بغير تكبير إلا ما رواه أبو علي بن حبش، فإنه روى عن السوسي (١) التكبير من أول سورة ﴿ألم نشرح﴾ إلى خاتمة ﴿النّاس﴾ ولفظه ﴿الله أكبر﴾.

فهذه جملة كافية في معرفة التكبير وصفته، نفعك الله وأعانك وجعل ذلك لوجهه الكريم، وأعاذنا وإياك من الشيطان الرجيم، وقد نجزت القراءات السبع على ما رسمت لك والله سبحانه يجزل الإثابة على ذلك في العقبى ويدخلنا وإياك جنات النعيم برحمته آمين، بمنّه وكرمه إنّه على كل شيء قدير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.

***


(١) ولا من طريق النشر أيضا ولكنه للبزي. وينبغي أن يعلم أيضا أنه لا تحميد لأحد بين الليل والضحى. والله تعالى أعلم. وللمزيد من التفاصيل ينظر «البدور الزاهرة (ص ٤٩١). «إبراز المعاني» (ص ٧٤١) و «مختصر بلوغ الأمنية» (ص ٣٩٦) وما بعدها «سراج القارئ» (ص ٣٩٩).
(١) ليس هذا من طريق الحرز لأن الذي رواه من الحرز البزي وقنبل بخلاف عنه. ينظر «إبراز المعاني» (ص ٧٣٨) و «سراج القارئ» (ص ٣٩٩).

<<  <   >  >>