قال: وأخبرني قنبل قال: أخبرني أحمد بن محمد بن عون القواس، قال:
سمعت ابن الشهيد الحجبي يكبّر خلف المقام في شهر رمضان، قال: وأخبرني ركين ابن الحصيب مولى الحسن، قال: سمعت ابن الشهيد الحجبي يكبّر خلف المقام في شهر رمضان حين ختم والضّحى.
قال أبو الحسن: وأخبرني ابن شاذان بن سلمة، قال: أخبرني الوليد بن عطاء، قال: حدثني الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، قال: حدثني حنظلة بن أبي سفيان قال: قرأت على عكرمة بن خالد المخزومي فلما بلغت إلى والضّحى قال:
هيهات! قلت: وما تريد ب (هيهات)؟ قال: كبّر فإني رأيت مشايخنا ممن قرأ على ابن عباس. يأمرهم بالتكبير إذا بلغوا سورة والضّحى.
قال أبو الحسن: وأخبرني ابن شاذان، قال: أخبرني عبد الحميد، قال: حدثني إبراهيم بن أبي حيّة، قال: أخبرني حميد الأعرج، عن مجاهد قال: ختمت على ابن عباس تسع عشرة ختمة، فكان يأمرني فيها من ﴿ألم نشرح لك صدرك﴾.
قال أبو الحسن: وأخبرني ابن شاذان قال: حدثني الوليد بن عطاء، عن الحسن ابن محمد بن عبد الله بن أبي يزيد، قال: رأيت محمد بن محيصن وعبد الله بن كثير القارئ إذا بلغا ﴿ألم نشرح﴾ كبّرا حتى يختما، ويقولان: رأينا مجاهدا يفعل ذلك.
وذكر مجاهد أنّ ابن عباس كان يأمر بذلك.
فهذه أحاديث رويت عن ابن عباس ومجاهد بن جبر وليس نقول: إنّ هذا سنّة لا بد لمن ختم أن يفعله، فمن فعل فحسن، ومن ترك فلا حرج.
ثم اختلفوا عن ابن كثير في اللفظ بالتكبير، فحدثني عبد الباقي ﵀ عن أبيه عن عبد الباقي بن الحسن الخراساني، قال: حدثنا أحمد بن صالح البغدادي، عن الحسن بن الحباب قال: سألت البزيّ كيف التكبير؟ فقال: لا إلا إلا الله، والله أكبر (١)، هذه عند خاتمة كل سورة من خاتمة والضحى إلى خاتمة القرآن.
(١) وينبغي أن يعلم أنه قد زاد بعضهم التحميد بعد التكبير. فيقول القارئ «لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد» إلا أنه قد جرى عمل الشيوخ قديما وحديثا أن التحميد يكون للبزي وحده. وأما قنبل فيقتصر له على التكبير وحده أو عليه مع التهليل أما التحميد فليس له من طريق التيسير والشاطبية