ورواه يونس بن يزيد وابن أخي الزهري عن الزهري وذكرا المواقيت من بلاغات الزهري فقالا: عن الزهري: "بلغنا أن رسول الله ﷺ"، فذكر مواقيت الصلاة من غير إسناد. قال الدارقطني: "وحديثهما أولى بالصواب؛ لأنهما فصلا ما بين حديث أبي مسعود وغيره". العلل (٦/ ١٨٦). وقال الخطيب البغدادي: "وَهِم أسامة بن زيد إذ ساق جميع الحديث بهذا الإسناد؛ لأنَّ قصة المواقيت ليست من حديث أبي مسعود، وإنما كان الزهري يقول فيها: "وبلغنا أن رسول الله ﷺ كان يصلي الظهر حين تزول الشمس … " إلى آخره الحديث، بيّن ذلك يونس بن يزيد في روايته عن ابن شهاب، وفصَل حديث أبي مسعود المسند من حديث المواقيت المرسل، وأورد كل واحد منهما مفردا، وقد روى عن ابن شهاب حديث أبي مسعود: مالك بن أنس، وعُقيل بن خالد، وعبد الملك بن جريج، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وشعيب بن أبي حمزة، ومعمر بن راشد، وعبيد الله بن زياد الرصافي، فلم يذكر أحدٌ منهم قصة المواقيت، وفي ذلك دليل على أئه ليس من حديث أبي مسعود بسبيل، والله أعلم". الفصل للوصل (٢/ ٦٥٥، ٦٥٦). قلت: وهذه القرائن دالة على خطأ أسامة إذ رفع الحديث كلّه من طريق الزهري. وصحّح الذهلي، وابن عبد البر، وتبعهما ابن حجر روايةَ أسامة بن زيد الليثي، وذلك لورود ذكر المواقيت عن أبي مسعود من طريق أيوب بن عتبة عن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عروة عن أبي مسعود به، وفيه ذكر المواقيت. وقال ابن حجر: "وليس في رواية مالك ومن تابعه ما ينفي الزيادة المذكورة، فلا توصف والحالة هذه بالشذوذ". انظر: التمهيد (٨/ ٢٠ - ٢٥)، الفتح (٢/ ٩). قلت: ورواية أيوب بن عتبة: أخرجها الطبراني في المعجم الكبير (١٧/ ٢٦٠) (رقم: ٧١٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٢١) (رقم: ١١٩٥)، وابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٢٣)، والباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز (ص: ١٣٠) (رقم: ٦٤) عن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عروة عن أبي مسعود أو بشير بن أبي مسعود كلاهما صحب النبيَّ ﷺ به. وأخرجه الدارقطني في السنن (١/ ٢٦١) (رقم: ١٧) من هذا الطريق إلا أنه قال: عن ابن أبي مسعود عن أبيه - إن شاء الله -. =