قلت: وعمرو بن مرزوق الباهلي ثقة، وإلزاق الوهم بالشماخي أولى. قال الحافظ ابن رحب بعد أن ذكر رواية عمرو: "وهو وهم، وقيل: إِنَّهُ ممّن رواه عن عمرو، وهو محمد بن عبد الرحيم الشماخي". فتح الباري له (٥/ ٢٤٢). وللحديث عن مالك أسانيد أخر غريبة: الأول: أخرجه أبو نعيم في الحلية (٦/ ٣٥١) من طريق عبد المنعم بن بشير عن مالك عن نافع عن ابن عمر بمثله. وعبد المنعم منكر الحديث، ورماه أحمد وغيره بالكذب. انظر: الكامل (٥/ ٣٣٦)، المجروحين (٢/ ١٥٨)، الإرشاد (١/ ١٥٨). وقال ابن رجب: "ورواه عبد المنعم بن بشير - وهو ضعيف جدًّا - عن مالك عن نافع عن ابن عمر، ولا يصح. فتح الباري له (٥/ ٢٤٢). الثاني: أخرجه محمد بن المظفر البزاز في غرائب مالك (ص: ١٩٢) (رقم: ١٢٦)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٣٥٩) من طريق المغيرة بن سقلاب عن مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد عن أبي سعيد. زاد في الإسناد سعيد. ووقع في الكامل وفتح الباري لابن رجب (٥/ ٢٤١: عن سعيد عن عطاء، وهو خطأ. وجاء على الصواب في التمهيد (١٠/ ١٣٤). والمغيرة بن سقلاب مختلف فيه: قال أبو حاتم: "صالح الحديث، وقال أبو زرعة: "ليس به بأس". الجرح والتعديل (٨/ ٢٢٤). وقال ابن عدي: "منكر الحديث … وعامة ما يرويه لا يُتابع عليه". الكامل (٦/ ٣٥٩، ٣٦٠). وقال ابن حبان: "كان ممّن يخطئ، ويروي عن الضعفاء والمجاهيل، وغلب على حديثه المناكير والأوهام فاستحقّ الترك". المجروحين (٣/ ٨). وقال ابن حجر: "ضعَّفه الدارقطني". اللسان (٦/ ٧٩). وقال أبو جعفر النفيلي: "لم يكن مؤتَمنًا". وقال على بن ميمون الرقي: "لا يسوى بعرة". الميزان (٥/ ٢٨٨). وقال ابن عدي بعد أن أخرج حديثه هذا: "وذِكر سعيد في هذا الإسناد غريب، لا أعلم يرويه عن مالك غير مغيرة هذا". وقال ابن رجب: "وزيادة سعيد بن المسيب لا تصح، ومغيرة متروك". فتح الباري له (٥/ ٢٤١)، والظاهر من حاله أنه إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق، والله أعلم. الثالث: ما رواه إسحاق الحنيني عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد. =