قال الدارقطني: "وأضبطهم للإسناد يحيى القطان ومن تابعه عن الثوري". العلل (٨/ ٢٦٩). قلت: يحيى القطان ومن تابعه روي عنهم الوجهان، ويحتمل أن يكون الاختلاف فيه من الثوري ولا يضره، إذ أن حبيب بن أبي ثابت سمع الحديث في أول أمره من عمارة بن عمير ثم التقى بأبي المطوس فسمعه منه مباشرة، فكان الثوري يذكر مرة في حديثه عمارة بن عمير ومرة لا يذكره، والله أعلم. ومما يؤيّده: ما أخرجه أبو داود في السنن (٢/ ٧٨٨) (رقم: ٢٣٩٦)، والنسائي في الكبرى (رقم: ٣٢٨١ - ٣٢٨٣)، وأحمد في المسند (٢/ ٣٨٦، ٤٥٨)، والدارمي في السنن (٢/ ١٩) (رقم: ١٤١٥)، والطيالسي في المسند (ص: ٣٣١)، وإسحاق بن راهويه في المسند (٢/ ٢٩٧) (رقم: ٢٧٥)، وابن خزيمة في صحيحه (٣/ ٢٣٨) (رقم: ١٩٨٧، ١٩٨٨)، والدارقطني في العلل (٨/ ٢٧١، ٢٧٢، ٢٧٤)، والطحاوي في شرح المشكل (٤/ ١٧٧، ١٧٨) (رقم: ١٥٢١، ١٥٢٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٢٢٨)، وابن حجر في تغليق التعليق (٣/ ١٧٠) من طرق عن شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن عمارة بن عمير وأبي المطوس عن أبيه عن أبي هريرة. وسقط من شرح المشكل (الموضع الثاني) ومسند إسحاق ذكر عمارة. ونقل الدارقطني في العلل (٨/ ٢٦٧) عن شعبة قوله: "لم يسمعه حبيب من أبي المطوس وقد رآه". قلت: أَثبَتَ الثوريُّ سماعَه من أبي المطوس، وصرّح بالتحديث في بعض طرقه، وقال عنه ابن حجر: "ثقة فقيه جليل، كثير الإرسال والتدليس". التقريب (رقم: ١٠٨٤). وتدليسه مأمون بتصريحه بالتحديث، فسماعه ألين والله أعلم. وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن حديث رواه الثوري وشعبة، فقال الثوري: عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي المطوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ﷺ (وذكر الحديث). ورواه شعبة عن حبيب عن عمارة عن ابن المطوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ﷺ، الحديث، قلت: أَيَّهما أصح؟ قال: جميعًا صحيحين، أحدهما قصر والآخر جوّد". علل الحديث (١/ ٢٣١). والاختلاف بين شعبة والثوري في تسمية أبي المطوس أو ابن المطوس لا يضر، فكلاهما أصاب كما قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (١٢/ ٢٦٠). وهذان الإسنادان أصح ما روي لهذا الحديث، وذكر الدارقطني في العلل (٨/ ٢٦٦) طرقًا أخرى =