للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>


= وأعلّ الدارقطني هذا الحديث بأمرين:
الأول: الانقطاع بين مخرمة وأبيه.
الثاني: الاختلاف على أبي بردة. وبيان ذلك كما يلي:
أما الانقطاع: فإن مخرمة لم يسمع من أبيه عند أكثر العلماء، وتقدّم نقل أقوال أهل العلم في عدم السماع وإنما هو كتاب وَجَدَه. انظر: (ص: ٣١٦).
وأما الاختلاف على أبي بردة:
فرواه مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي بردة عن أبي موسى مرفوعا، وهذه رواية مسلم.
وخالفه:
١ - واصل بن حيان الأحدب عند ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٤٧٢) (رقم: ٥٤٦٤)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ١١)، وابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ٢٢).
٢ - معاوية بن قرة عند ابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ٢٢).
٣ - مجالد بن سعيد ذكره الدارقطني في العلل (٧/ ٢١٢)، هؤلاء الثلاثة عن أبي بردة من قوله.
وتابعهم أبو إسحاق السبيعي على اختلاف عليه:
فرواه إسماعيل بن عمرو عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري عن النبي ، أخرجه من طريقه ابن عدي في الكامل (١/ ٣٢٢)، والدارقطني في العلل (٧/ ١٢٢).
وإسماعيل بن عمرو البجلي صاحب غرائب ومناكير.
انظر: الكامل (١/ ٣٢٢)، الثقات لابن حبان (٨/ ١٠٠)، الميزان (١/ ٢٣٩)، تهذيب التهذيب (١/ ٢٧٩)، اللسان (١/ ٤٢٥).
وخالفه النعمان بن عبد السلام، فرواه عن الثوري بهذا الإسناد موقوفا على أبي موسى، أخرجه من طريقه الدارقطني في العلل (٧/ ٢١٣).
وخالفهما أوثق الناس في الثوري: وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، وأبو نعيم الفضل بن دكين، فرووه عن الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي بردة قوله.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٤٧٢) (رقم: ٥٤٦٥) من طريق وكيع.
وابن المنذر في الأوسط (٤/ ١١) من طريق أبي نعيم.
وابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ٢٢) من طريق ابن مهدي.
وهذا هو الصواب عن الثوري، وتابعه عمر بن رزيق عن أبي إسحاق، ذكره الدارقطني في العلل (٧/ ٢١٢).
وعلى ذلك يكون أبو إسحاق متابعا رابعا لواصل الأحدب ومجالد ومعاوية بن قرة، مخالفين في ذلك بكير بن عبد الله.
قال الدارقطني: "وحديث مخرمة بن بكير أخرجه مسلم في الصحيح، والمحفوظ من رواية =

<<  <  ج: ص:  >  >>