للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخرج هكذا في الصحيحين من طرق (١).


= الخطيب مثل ذلك عن العلماء وحكاه ابن عبد البر عن أهل الحديث. فتح الباري (٦/ ٢١٩).
قلت: ما نقله الخطيب عن العلماء من ترجيح رواية الجماعة نقله أيضا ابن القيم في زاد المعاد (١/ ٣٢١) وذكر الدارقطني رواية مالك ثمَّ قال: "خالفه في لفظه جماعة، منهم عقيل ويونس وشعيب بن أبي حمزة، وابن أبي ذئب، والأوزاعي وغيرهم، رووه عن الزهري، عن عروة عن عائشة، فذكروا: "أنَّه كان يركع الركعتين ثمَّ يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيخرج معه"، ذكروا أنَّه كان يركعهما قبل الاضطجاع على شقه الأيمن، وقبل إتيان المؤذن، وزادوا في الحديث ألفاظا لم يأت بها فذكرها". الأحاديث التي خولف فيها مالك (ص: ٦٦).
وقال الحافظ: "وأما ما رواه مسلم من طريق مالك عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أنَّه اضطجع بعد الوتر، فقد خالفه أصحاب الزهري، عن عروة، فذكروا الاضطجاع بعد الفجر، وهو المحفوظ". فتح الباري (٣/ ٥٤).
هكذا ذهب هؤلاء الحفاظ كالذهلي ومسلم بن الحجاج والدارقطني وغيرهم إلى ترجيح رواية الجماعة على رواية مالك، وإليه يميل المؤلف، وهذا ما تقتضيه أيضًا الصناعة الحديثية لكون مالك في طرف وعامة أصحاب الزهري الثقات في طرف آخر، لكن ما رواه مالك من كون اضطجاعه قبل ركعتي الفجر ورد من حديث ابن عباس أيضًا رواه مالك في الموطأ، كتاب صلاة الليل، باب صلاة النبي في الوتر (١/ ١١٩) (رقم ١١) ومن طريقه البخاري في الصحيح، كتاب الوضوء، باب قراءة القرآن بعد الحدث وغيره (١/ ٨٠) (رقم: ١٨٣)، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها (١/ ٥٢٦) (رقم: ١٨٢) وفيه: ثمَّ اضطجع حتى أتاه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين، وبه عضد ابن عبد البر رواية مالك، وأقره الحافظ ابن رجب بذكر عواضد أخرى له، وعليه فيقال: الحديثان محفوظان، روى إمام الأئمة مالك أحدهما، ونقل الباقون الآخر، وأن النبي كان يضطجع مرة قبل ركعتي الفجر ومرة بعدها، وهذا هو ما ذهب إلى إليه النوويّ، وقال العظيم آبادي: هو الصحيح.
انظر: التمهيد (٨/ ١٢١ - ١٢٢) وشرح النوويّ على صحيح مسلم (٦/ ١٩ - ٢٠)، وفتح الباري لابن رجب (٦/ ٢٢٠)، وإعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر ص: ٥٨.
(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب: الأذان، باب: من انتظر الإقامة (١/ ٢١١) (رقم: ٢٢٦)، وفي الوتر (١/ ٣١٤) (رقم: ٩٩٤)، وفي التهجد، باب: فضل قيام الليل (١/ ٣٥٠) (رقم: ١١٢٣) من طريق شعيب.
وفي الدعوات، باب: الضجع على الشق الأيمن (٤/ ١٥٤) (رقم: ٦٣١٠) من طريق معمر.
ومسلم في صحيحه كتاب: صلاة المسافرين، باب: صلاة الليل. . . (١/ ٥٠٨) (رقم: ١٢٢) من =

<<  <  ج: ص:  >  >>