للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في هذا قولُ أبى هريرة: فمرّةً رفعه من غير واسطة (١)، ومرّةً أسنده إلى الفضل بن عباس (٢).


(١) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (٢/ ١٧٦) (رقم: ٢٩٢٤)، وابن ماجه في السنن كتاب: الصيام، باب: ما جاء في الرجل يصبح جنبًا وهو يريد الصيام (١/ ٥٤٣) (رقم: ١٧٠٢)، وعبد الرزاق في المصنف (٤/ ١٨٠ - ١٨١) (رقم: ٧٣٩٩)، وأحمد في المسند (٢/ ٢٤٨، ٢٨٦)، والحميدي في المسند (٢/ ٤٤٣) (رقم: ١٠١٨)، وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (٣٩٣)، والحازمي في الاعتبار (ص ١٣٥) من طريق عمرو بن دينار، عن يحيى بن جَعدة، عن عبد الله بن عمرو القاري، قال: سمعت أبا هريرة يقول: لا وربِّ هذا البيت، ما أنا قلت: "من أصبح جنبا فلا يصوم" محمدٌ وربِّ البيت قاله.
إسناده صحيح، كما قاله البوصيري. مصباح الزجاجة (٢/ ٢٢).
وأخرج أحمد أيضا (٢/ ٣١٤) عن عبد الرزاق عن معمر، عن همام قال: هذا ما حدّثنا به أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نودي للصلاة، صلاة الصبح، وأحدكم جنب، فلا يصم يومئذ"، وإسناده صحيح.
وروى النسائي أيضًا (٢/ ١٧٦ - ١٧٧) (رقم: ٢٩٢٥، ٢٩٢٦) من طريق شعيب بن أبي حمزة وعقيل بن خالد كلاهما عن الزهري، عن ابن عبد الله بن عمر - قال شعيب: عبد الله، وقال عقيل: عبيد الله -، عن أبي هريرة أنَّه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالفطر إذا أصبح الرجل جنبًا، وفيه قصة.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب: الصوم، باب: الصائم يصبح جنبًا (٢/ ٣٧) (رقم: ١٩٢٦) من طريق الزهري، ومسلم في صحيحه كتاب: الصيام، باب: صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب (٢/ ٧٧٩ - ٧٨٠) (رقم: ٧٥) من طريق ابن جريج كلاهما عن أبي بكر بن عيد الرحمن بن الحارث بن هشام مطوّلا وفيه: كذلك حدّثني الفضل بن عباس أو نحوه.
وهكذا رواه النسائي في السنن الكبرى (٢٩٣٠، ٢١٣٥، ٢١٣٦) من طرق عن أبي بكر به.
وجاء في بعض الروايات عند النسائي في الكبرى (٢/ ١٧٨ - ١٧٩) (رقم: ٢٩٣٢) أنَّه أسنده إلى أسامة بن زيد.
وذكر الحافظ في فتح الباري (٤/ ١٧٣) وجهًا للجمع بين هذه الروايات فقال: "يُحمل على أنَّه كان عنده عن كل منهما أي الفضل بن عباس وأسامة بن زيد، وأن هذا الاختلاف من تصرّف الرواة، منهم من أبهم الرجلين فقال: "حدّثني فلان وفلان"، ومنهم من اقتصر على أحدهما تارة مبهمًا وتارة مفسّرًا، ومنهم من لم يذكر عن أبي هريرة أحدًا، وأما قوله: "محمَّد وربِّ الكعبة قاله" قال الحافظ: كأنه لشدّة وثوقه بخبرهما يحلف على ذلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>