فورد في ذلك حديثان صحيحان متعارضان، وأحاديث أخرى موافقة لهما لم تخل أسانيدها من مقال، فعمدة ما ورد في وقوع نكاحها حال الإحرام ما رواه البخاري في الصحيح، كتاب: جزاء الصيد، باب: تزويج المحرم (٢/ ١٤) (رقم: ١٨٣٧)، ومسلم في صحيحه كتاب: النكاح، باب: تحريم نكاح المحرم وكراهة خطبته (٢/ ١٠٣١) (رقم: ٤٦) من حديث ابن عباس أن النبي ﷺ تزوّج ميمونة وهو محرم. وروي البزار في مسنده (٢/ ١٦٧) (رقم: ١٤٤٣ - كشف الأستار)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٢/ ٢٦٩)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان) (٤/ ٤٤٠) (رقم: ٤١٣٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٢١٢) من حديث عائشة قالت: تزوّج رسول الله ﷺ بعض نساءه وهو محرم. والحديث صححه الحافظ في فتح الباري (٤/ ٦٢) لكن في إسناده المغيرة بن مقسم، وهو مدلس من الثالثة، ولم يصرح بالسماع. تعريف أهل التقديس (ص: ١١٢). وروي الدارقطني في السنن (٣/ ٢٦٣)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٢/ ٢٧٠) من حديث أبي هريرة قال: تزوّج رسول الله ﷺ ميمونة وهو محرم. قال الحافظ في فتح الباري (٩/ ٧١): "في إسناده كامل أبو العلاء وفيه ضعف، لكنه يعتضد بحديثي ابن عباس وعائشة". وعمدة ما ورد في أن النبي ﷺ تزوّجها وهو حلال ما رواه مسلم في صحيحه، كتاب: النكاح، باب: تحريم نكاح المحرم (٢/ ١٣٢) (رقم: ٤٨) من حديث ميمونة نفسها أن رسول الله ﷺ تزوّجها وهو حلال. ووافقه أيضًا حديثان: أحدهما: ما رواه الترمذي في السنن، كتاب: الحج، باب: ما جاء في كراهية تزويج المحرم (٣/ ٢٠٠) (رقم: ٤٨١)، وأحمد في المسند (٦/ ٣٩٣، ٣٩٢)، والدارمي في السنن كتاب: الحج، باب: في تزويج المحرم (٢/ ٣٨)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١٢/ ٢٧٠)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان) (٤/ ٤٣٨) (رقم: ٤١٣٠) من طريق مطر الوراق، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، عن أبي رافع مولى رسول الله ﷺ: أن رسول الله ﷺ تزوّج =