للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأهتم التميمي المِنْقَرِي (١)، وقصَّتُهما مشهورة، قدما على رسول الله في وفد تميم وأسلموا (٢)، والزِّبْرِقان أحد ساداتهم، ففخر، واستشهد بعمرو بن الأهتم، وكان عمرو خطيبًا بليغًا، شاعرًا محسنًا، فمدحه وقصَّر في المدح، فغضب الزِّبْرِقان وقال: "والله لقد علم أكثر ممّا قال، لكنَّه حسدني"، فَذَمَّه عند ذلك عمرو وذكر معاييه، فأنكر النبي عليه قوله، وقال عمرو: "يا رسول الله! رضيتُ فقلتُ أحسنَ ما علمتُ، وسخطّتُ فقلتُ أقبحَ ما علمتُ، والله ما كذبت في الأولى، ولقد صدقتُ في الثانية"، فقال النبي : "إن من البيان لسحرًا" (٣).


= و (٣/ ١٥٧٣)، وتبصير المنتبه (٣/ ٩٠٠)، والإصابة (٤/ ٥).
(١) انظر: الغوامض والمبهمات لابن بشكوال (١/ ١١٧)، والمستفاد لأبي زرعة العراقي (٣/ ١٣٩١).
(٢) انظر: سيرة ابن هشام (٢/ ٥٦٧)، وتاريخ الأمم والملوك (٣/ ٣٥٦)، والدرر (ص: ٢٥٥)، وزاد المعاد (٣/ ٥١٢).
(٣) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٥/ ٣١٦ - ٣١٧)، وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (١/ ١١٨) من طريق علي بن حرب، عن أبي سعيد الهيثم بن محفوظ النّهدي، عن أبي المقوم الأنصاري، عن الحكم بن مقسم، عن ابن عباس قال: "اجتمع عند النبي قيس بن عاصم، والزبرقان بن بدر، وعمرو بن الأهتم التميميون، ففخر الزبرقان … "، فذكرها.
إسناده ضعيف، فيه أبو سعيد الهيثم مجهول، قال الذهبي في الميزان (٥/ ٤٥١): "لا يُدرى من هو؟ "، وأبو المقوم يحيى بن ثعلبة ضعّفه الدارقطني كما نقله الذهبي في الميزان (٦/ ٤١)، والحافظ في اللسان (٦/ ٢٤٤)، وفيه انقطاع أيضًا؛ فقد حكى ابن حجر عن الإمام أحمد وغيره أن الحكم لم يسمع من حديث مقسم إلَّا خمسة أحاديث وليس منها هذا الحديث؛ ولذا قال ابن كثير: "هذا إسناد غريب جدًّا". انظر: البداية والنهاية (٥/ ٤٥)، وتهذيب التهذيب (٢/ ٣٧٣).
وقد روى البيهقي في الموضع السابق من طريق محمد بن الزبير الحنظلي أيضًا أنه قال: "قدم على النبي الزبرقان"، فذكر نحوه.
وهذا الإسناد -مع انقطاع الإسناد وإرساله- ضعيف جدًّا؛ لأن محمد بن الزبير الحنظلي قال عنه الحافظ في التقريب (رقم: ٥٨٨٥): "متروك".
ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (٧/ ٣٤١) (رقم: ٧٦٧١) من حديث أبي بكرة، وعزاه الهيثمي =

<<  <  ج: ص:  >  >>