للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن دينار الزاهد المدني، وأبو حازم سلمان مولى عَزَّة الكوفي، كلاهما عن أبي هريرة، قاله الترمذي، وخرّجه من الطريقين معًا مختصرًا، ليس فيه سؤال ولا إعادة (١)، وخرّجه البخاري عن سهل وحده (٢).

وزعم الدارقطني في العلل أن أبا حازم راويه عن أبي هريرة هو سلمة بن دينار لا غيره، وقال: "ولم يسمع من أبي هريرة شيئًا"، وقال: "الحديث لأبي حازم عن سهل" (٣).

وفي متن حديث الموطأ أن رسول الله قال: "من وقاه الله شرّ اثنين ولج الجنة -ثلاث مرّات-"، وأن الرجل قال: "لا تخبرنا" -مرّتين-، وأراد


(١) أخرجه الترمذي في السنن كتاب: الزهد، باب: ما جاء في حفظ اللسان (٤/ ٥٢٤) (رقم: ٢٤٠٨، ٢٤٠٩) ثم قال عقب حديث أبي هريرة: "أبو حازم الذي روي عن أبي هريرة اسمه سلمان مولى عزَّة الأشجعية وهو كوفي، وأبو حازم الذي روي عن سهل بن سعد هو أبو حازم الزاهد، مدني واسمه سلمة بن دينار، وهذا حديث حسن غريب".
قلت: تبيَّن من قول الترمذي أن قول المؤلف: "كلاهما عن أبي هريرة" خطأ ظاهر؛ إذ الراوي عن أبي هريرة هو سلمان مولى عزة الأشجعية دون سلمة بن دينار لأنه لم يسمع من أبي هريرة كما قال الدارقطني، ونقل المزي عن يحيى بن صالح الوحاظي أنه قال: "قلت لابن أبي حازم: أبوك سمع من أبي هريرة؟ قال: "من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب". انظر: العلل للدارقطني (٨/ ٢٣٨)، وتهذيب الكمال (١١/ ٢٧٥).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب: الرقاق، باب: حفظ اللسان (٤/ ١٨٦) (رقم: ٦٤٧٤).
وورد معناه من حديث أبي رافع أيضًا، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١/ ٣١١) (رقم: ٩١٩)، قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٠٠)، والحافظ في الفتح (١١/ ٣١٦): "إسناده جيد".
(٣) العلل (٨/ ٢٣٨).
قلت: أصاب المؤلف في انتقاده الدارقطني في زعمه المذكور لكنه أخطأ أيضًا في جعله أبا حازم سلمة بن دينار راويًا لأبي هريرة، والصواب في هذا ما قاله الترمذي كما تقدم، وقد أقرّه ابن حجرًا أيضًا في فتح الباري (١١/ ٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>