قلت: تبيَّن من قول الترمذي أن قول المؤلف: "كلاهما عن أبي هريرة" خطأ ظاهر؛ إذ الراوي عن أبي هريرة هو سلمان مولى عزة الأشجعية دون سلمة بن دينار لأنه لم يسمع من أبي هريرة كما قال الدارقطني، ونقل المزي عن يحيى بن صالح الوحاظي أنه قال: "قلت لابن أبي حازم: أبوك سمع من أبي هريرة؟ قال: "من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد فقد كذب". انظر: العلل للدارقطني (٨/ ٢٣٨)، وتهذيب الكمال (١١/ ٢٧٥). (٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب: الرقاق، باب: حفظ اللسان (٤/ ١٨٦) (رقم: ٦٤٧٤). وورد معناه من حديث أبي رافع أيضًا، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١/ ٣١١) (رقم: ٩١٩)، قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٣٠٠)، والحافظ في الفتح (١١/ ٣١٦): "إسناده جيد". (٣) العلل (٨/ ٢٣٨). قلت: أصاب المؤلف في انتقاده الدارقطني في زعمه المذكور لكنه أخطأ أيضًا في جعله أبا حازم سلمة بن دينار راويًا لأبي هريرة، والصواب في هذا ما قاله الترمذي كما تقدم، وقد أقرّه ابن حجرًا أيضًا في فتح الباري (١١/ ٣١٦).