للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"دعني أعبِّرها"، والله أعلم.

١٠٧ / حديث: "أرسل إلى عمر بعطاء فردّه … ". فيه: قول عمر: "أليس أخبرتنا أن خيرًا لأحدنا ألّا يأخذ مِن أحدٍ شيئًا؟ … "، وقول النبي : "ما كان من غير مسئلة فإنما هو رزق يرزقكه الله".

في الجامع، عند آخره، باب: التعفف عن المسألة (١).

قال فيه يحيى بن يحيى: "بعطائه" (٢)، وأزال ابن وضاح الضّمير وقال:


= ترى رسول الله يريد أن يبشرنا فتمنعه فقال: إني أخاف أن يتكل الناس".
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٩٨): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا تميم وهو ثقة".
ففي هذا الحديث تصريح بأن الرجل كان من الأنصار، ثم إن المنافق قد لا يتأتي له أن يتجرّأ بنهي النبي عن بيان ما يوجب الجنة أمام الصحابة لا سيما إذا كان فيهم أمثال عمر بن الخطاب، فسبب قول الرجل "لا تخبرنا" هو ما ورد في هذا الحديث من مخافة اتكال الناس عليه، إلا أن المؤلف رجح لفظ العرض بأنه أليق للمعني، وهذا هو ما رجحه الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور أيضًا لأمور:
- منها: حرص أهل مجلسه وهم الصحابة- على الاستفادة.
- ومنها: كون المقام مقام تبشير وترغيب فلا يظن أن الرجل قال: "لا تخبرنا" خشية أن يذكر لهم ما لا يقدرون عليه.
- ومنها: أن تكراره عدة مرات ثم سكوته بعد كل مرة دليل على إرادته التشويق للخبر.
- ومنها: أن سكوت بقية الحاضرين دليل علي أن هذا الرجل كان سائلًا ما فيه رغبة الجميع، ثم استبعد الشيخ ما ذكروه في توجيه رواية النهي بأنه قال ذلك ليتركهم لاستنباطه فقال: "ليس في حكاية الراوي ما يدل على أن رسول الله أراد اختبار فهمهم مثلما وقع في حديث "آية شجرة كالآدمي"، ولأن الخبر متعلق بأمر الآخرة فلا مجال للأفهام في تعيينه.
انظر: التمهيد (٥/ ٧٩)، والاستذكار (٢٧/ ٣٣٢)، والمنتقى (٧/ ٣١٢)، ومشارق الأنوار (١/ ٣٤)، وكشف المغطي من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ (ص: ٣٧٨).
(١) الموطأ كتاب: الصدقة، باب: ما جاء في التعفف عن المسألة (٢/ ٧٦٢) (رقم: ٩).
(٢) انظر: نسختي المحمودية (أ) (ل: ١٥٧ / ب)، و (ب) (ل: ٢٧٣ / أ)، ووقع في المطبوع من رواية يحيي "بعطاء" بحذف الضمير.

<<  <  ج: ص:  >  >>