للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>


= في حديث ابن عباس وحديث عبد الله بن عمرو وقد بيّنا أنهما موقوفان لا مرفوعان، ومن ثمّ قال قائلون من السلف والخلف أن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد، ولهذا قال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ﴾ ولم يقل من آدم ﴿مِنْ ظُهُورِهِمْ﴾ ولم يقل من ظهره ﴿ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ أي جعل نسلهم جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن … " التفسير (٢/ ٢٤٣) بتصرف يسير.
وانظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٧/ ٢٠١، ٢٠٢)، شرح العقيدة الطحاوية (ص: ٢٦٨ - ٢٧٢) وذكر أوجها كثيرة فى مخالفة الآية للحديث.
(١) قال أبو عمر بن عبد البر: "قال الله ﷿: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ وقال: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾، فليس في أحد مشيئة تنفذ إلا أن تنفذ منها مشيئة الله تعالى، وإنما يجري الخلق فيما سبق من علم الله، والقدر سِرُّ الله لا يُدرك بجدال، ولا يشفي منه مقال، والحجاج فيه مرتجة، لا يفتح شئ منها إلا بكسر شئ وغلقه، وقد تظاهرت الآثار وتواترت الأخبار فيه عن السلف الأخيار، الطيّبين الأبرار بالاستسلام والانقياد والإقرار بأن علم الله سابق، ولا يكون في ملكه إلا ما يريد، ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾). التمهيد (٦/ ١٣، ١٤).
(٢) نسب قريش (ص: ٣٤٦، ٣٤٧)، والتبيين في أنساب القرشيين (ص: ٣٥٩).
(٣) طرف من حديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده (٤/ ٤٣٦) (رقم: ٣٢٩٤)، وفي فضائل أصحاب النبى ، باب: مناقب عمر بن الخطاب (٤/ ٥٦٦) (رقم: ٣٦٨٣)، وفي الأدب، باب: التبسم والضحك (٧/ ١٢٢) (رقم: ٦٠٨٥).
ومسلم في صحيحه كتاب: فضائل الصحابة، باب: في فضائل عمر (٤/ ١٨٦٣) (رقم: ٢٣٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>