وقال الحافظ: "يحتمل أن يكون أبا الزناد، فقد ذكر خليفة بن خياط وغيره أنه لقى ابن عمر ﵄". اللسان (٣/ ٢٨٤). قلت: فإن كان أبا الزناد فالإسناد منقطع. قال أبو حاتم: "أبو الزناد لم يرَ ابنَ عمر بينهما عبيد بن حنين، وقال مرة: لم يدرك ابن عمر". المراسيل (ص: ٩٧). وإن كان غيره فلا يُدرى من هو كما قال الذهبي. ثم تبيّن لي أنّ عبد الله بن ذكوان هو أبو الزناد، أخرجه يحيى بن معين في الجزء الثاني من حديثه -رواية أبي بكر المروزي- (ص: ١٣٣) (رقم: ٢١) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي الزناد، عن ابن عمر به. وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام حديث ابن عمر، ثم قال: "يروى هذا عن الأعمش، عن أبي الزناد، عن ابن عمر". غريب الحديث (٤/ ٢٥٧). وعليه فالسند منقطع، والحديث بهذا السند وسند الإمام مالك يحتمل التحسين، والله أعلم. وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٤/ ٣١) (رقم: ٢٣٣٣) من طريق ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن ابن عمر نحوه موقوفًا. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (١١/ ٤٥٠) (رقم: ٢٠٩٧٥) عن معمر، عن زيد بن أسلم قال: كان رجل من الأنصار مستظلًا تحت سرحة، فمرَّ عمر ﵁"، ثم ذكره عن عمر موقوفًا بنحو حديث الموطأ. وبهذه الطرق يُعلم أنّ للحديث أصلًا، والله أعلم. (١) التاريخ الكبير (١/ ١٩١)، الأنساب (٢/ ٥٢٨)، أسماء شيوخ مالك (ل: ٤٣ / أ). (٢) انظر: (٤/ ٤٩٧)، وفيه ذكر الاختلاف في نسبة الدّيلي والدؤلي.