للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا: "اسمُ ابن أُكيمةَ عَمرو بن مسلم وهو ثقة" (١).

فهما رجلان عنده؛ لأنّه فَصَل بينهما بالذِّكر، وهكذا جعلَهما البخاري وغيرُه رجلين أحدُهما عَمرو بن مسلم الجَنَدي بفتح الجيم والنون وكسر الدال، يروي عن طاوس وعكرمة وهو راوي حديث القَدَر، لا خلافَ في اسمِه.

والآخَر عَمرو بن مسلم اللَّيثي الجُنْدَعي بزيادة عين وبضمّ الجيم وإسكان النون وفتح الدال ويقال بضمها، قال فيه البخاري: "ويقال عُمر يروي عن سعيد بن المسيب، روى عنه مالك" (٢).

يعني حديث: "من رأى هلالَ ذي الحِجة وأراد أن يُضحي .. "، رواه مالك خارِجَ الموطأ عن عَمروِ بن مسلم بن عَمَّار بن أُكيمة اللّيثي، عن سعيد بن المسيب، عن أمّ سلمة، خرَّج مسلم هذا الحديثَ وحديثَ القَدَر كليهما عن مالك (٣).


= وقال النسائي: "ليس بالقوي". تهذيب الكمال (٢٢/ ٢٤٤).
وذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٢١٧).
وقال ابن عدي: "ولعمرو بن مسلم غير حديث رواه عن طاوس، وليس له حديث منكر جدًّا فأذكره". الكامل (٥/ ١١٩).
وقال ابن حجر: "صدوق له أوهام". التقريب (رقم: ٥١١٥).
وأما الذهبي فقال: "صدوق". معرفة الرواة (ص: ١٥٥).
والظاهر أنَّ جمهور المحدّثين على تضعيفه، وفيهم مثل الإمام أحمد، ومخالفته لأوثق الناس وأحفظهم عن طاوس توهن حديثه، فالأشبه أن الحديث عن ابن عباس موقوف أصح والله أعلم.
(١) التاريخ (٣/ ١٧٦ - رواية الدوري-).
(٢) التاريخ الكبير (٦/ ٣٦٩، ٣٧٠ الترجمة رقم: ٢٦٦٤، ٢٦٦٥). وانظر الجرح والتعديل (٦/ ٢٥٩ الترجمة رقم: ١٤٣٠، ١٤٣١).
(٣) حديث القدر سبق تخريجه من صحيح مسلم.
وحديث الأضحية عند مسلم في صحيحه كتاب: الأضاحي (٣/ ١٥٦٥) (رقم: ١٩٧٧) من طريق شعبة عن مالك وغيره، وفيه عمر بالضم، وعمرو بالفتح، والوجهان منقولان في اسمه كما قال البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>