الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: لا أَتَخَّلَفُ بَعْدَكَ أَبَدًا، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي، فَعَزَمَ عَلَيَّ لَمَا تَخَلَّفْتَ قَبْلَ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ؟» قُلْتُ: يُبْكِينِي خِصَالٌ غَيْرُ وَاحِدَةٍ، تَقُولُ قُرَيْشٍ غَدًا: مَا أَسْرَعَ مَا تَخَلَّفَ عَنِ ابْنِ عَمِّهِ وَخَذَلَهُ، وَيُبْكِينِي خَصْلَةٌ أُخْرَى: كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَتَعَرَّضَ لِلْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: ١٢٠] .
فَكُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَتَعَرَّضَ للأَجْرِ، وَيُبْكِينِي خَصْلَةٌ أُخْرَى: كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَتَعَرَّضَ لِفَضْلِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا قَوْلُكَ: تَقُولُ قُرَيْشٍ: مَا أَسْرَعَ مَا تَخَلَّفَ عَنِ ابْنِ عَمِّهِ وَخَذَلَهُ، فَإِنَّ لَكَ فِيّ أُسْوَةٌ، قَدْ قَالُوا: سَاحِرٌ، وَكَاهِنٌ، وَكَذَّابٌ.
وَأَمَّا قَوْلُكَ: أَنْ أَتَعَرَّضَ لِلأَجْرِ مِنَ اللَّهِ، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ: أَتَعَرَّضُ لِفَضْلِ اللَّهِ، فَهَذَا بِهَارَانِ مِنْ فُلْفُلٍ جَاءَنَا مِنَ الْيَمَنِ، فَبِعْهُ وَاسْتَمْتِعْ بِهِ أَنْتَ وَفَاطِمَةُ حَتَّى يَأْتِيَكُمَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ".
قَالَ الْبَزَّارُ: لا يُحْفَظُ عَنْ عَلِيٍّ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، قَالَ الْبَزَّارُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ لِضَعْفِهِ.
قُلْتُ: لا أَدْرِي أَرَادَ ضَعْفَ رَجُلٍ خَاصٍّ أَوِ الإِسْنَادِ.
بَابُ قَوْلِهِ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ
٢٥٢٨ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أبنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا رِفَاعَةُ بْنُ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَحِمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْجَمَلِ يَقُولُ لِطَلْحَةَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا طَلْحَةُ، سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute