فَاحْتَضَنَهُ مِنْ وَرَاءِ كَتِفِهِ، فَالْتَفَتَ فَأَبْصَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَبَّلَ كَفَّهُ، فَقَالَ: مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟ فَقَالَ: إِذًا تَجِدُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ كَاسِدًا، قَالَ: لَكِنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ رَبِيحٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ حَاضِرٍ بَادِيَةٌ وَبَادِيَةُ آلِ مُحَمَّدٍ زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ» .
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ زَاهِرٍ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَدْ ذَكَرَ قِصَّتَهُ مَعْمَرٌ , عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَيْضًا.
٢٧٣٥ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ , عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، اسْمُهُ زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ , أَوْ حِزَامٍ - شَكَّ عَبْدُ الرَّزَّاقِ - وَكَانَ يَهْدِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا، وَنَحْنُ - أَحْسِبُهُ قَالَ - أَهْلُ حَاضِرِهِ» وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهُ، وَكَانَ دَمِيمًا، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ، حَتَّى أَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِبَطْنِهِ، فَقَالَ: أَطْلِقْنِي، مَنْ هَذَا؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَعَرَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِذًا تَجِدُنِي وَاللَّهِ كَاسِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَكِنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ» أَوْ قَالَ: «لَكِنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ رَبَّاحٌ» أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا.
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إِلا مَعْمَرٌ.
مَنَاقِبُ عَبْدِ اللَّهِ ذِي الْبِجَادَيْنِ
٢٧٣٦ - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَرْزَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute