الْمَاءِ حَجَلا فَطَبَخْنَاهُ بِمَاءٍ وَمِلْحٍ، فَجَعَلْنَاهُ عُرَاقًا لِلثَّرِيدِ، فَقُرِّبَ لِعُثْمَانَ وَأَصْحَابِهِ، فَأَمْسَكُوا حِينَ رَأَوْهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: صَيْدٌ لَهُمُ اصْطَادُوهُ وَلَمْ نَأْمُرْهُمْ بِصَيْدِهِ، صَادَهُ قَوْمٌ حَلالٌ فَأَطْعَمُونَاهُ، فَمَا بَأْسُهُ؟ مَنْ يَقُولُ فِي هَذَا؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَلِيٌّ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَجَاءَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حِينَ جَاءَ يَحُتُّ عَنْ كَفَّيْهِ الْخَبَطَ، يَقُولُ لَهُ عُثْمَانُ: صَيْدٌ لَمْ نَصْطَدْهُ، وَلَمْ نَأْمُرْ بِصَيْدِهِ، اصْطَادَهُ قَوْمٌ حَلالٌ، فَأَطْعَمُونَاهُ، فَمَا بَأْسُهُ؟ قَالَ عَلِيٌّ: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلا شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُتِيَ بِقَائِمَةِ حِمَارِ وَحْشٍ أَوْ بِعَجُزِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّا قَوْمٌ حُرُمٌ، إِنَّا قَوْمٌ حُرُمٌ، فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ» ، فَشَهِدَ اثْنَا عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلا شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُتِيَ بِبَيْضِ النَّعَامِ، فَقَالَ: «إِنَّا حُرُمٌ، فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ» ، فَشَهِدَ دُونَهُمْ فِي الْعِدَّةِ، فَثَنَى عُثْمَانُ وَرِكَهُ عَنِ الطَّعَامِ، وَأَكَلَ أَهْلُ الْمَاءِ ذَلِكَ الطَّعَامِ.
قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِاخْتِصَارٍ.
قَالَ الْبَزَّارُ: وَهَذَا مِنْ أَحْسَنِ مَا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ فِي هَذَا الْبَابِ.
بَابُ جَوَازِ أَكْلِهِ لِمَنْ لَمْ يَقْصُدْ بِصَيْدِهِ
١١٠١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُقَيْلِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ السُّلَيْمِيُّ، قَالا: ثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute