وَلا أَعَفَّ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَعَ فِي نَفْسِ أُخْتِهَا خَدِيجَةَ، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: إِيتِ أَبِي، فَاخْطُبْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَبُوكِ رَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ، وَهُوَ - أَحْسِبُهُ قَالَ -، لا يَفْعَلُ، قَالَتْ: فَانْطَلِقْ فَأَلْقِ كَلِمَةً فَإِذًا أَكْفِيكَ، وَآتِهِ عِنْدَ سُكْرِهِ، فَفَعَلَ، فَأَتَاهُ فَزَوَّجَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَلَسَ فِي الْمَجْلِسِ فَقِيلَ لَهُ: قَدْ أَحْسَنْتَ، زَوَّجْتَ مُحَمَّدًا، فَقَالَ: أَوَ فَعَلْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَقَامَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: إِنِّي زَوَّجْتُ مُحَمَّدًا، وَمَا فَعَلْتُ، قَالَتْ: بَلَى، فَلا تُسَفِّهَنَّ رَأْيَكَ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا كَذَا وَكَذَا، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ، ثُمَّ بَعَثَتْ إِلَى مُحَمَّدٍ بِأُوقِيَّتَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ، أَوْ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: اشْتَرِ حُلَّةً، فَاهْدِهَا إِلَيْهِ، وَكَذَا وَكَذَا، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ فَعَلَ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلا عَنْ جَابِرٍ، وَلا أَسْنَدَهُ عَنْهُ إِلا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ مُرْسَلا، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مَرْفُوعًا بِأَلْفَاظٍ نَذْكُرُهَا فِي مَوَاضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
مَنَاقِبُ عَائِشَةَ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
٢٦٥٨ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا بِهَذَا، ثُمَّ قَالَ: وَبِهِ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute