إِلَيْهَا، وَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: أَمَا لِصَاحِبِكَ فِي تَزْوِيجِ خَدِيجَةَ حَاجَةٌ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «بَلَى لَعَمْرِي» فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا، فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: اغْدُ إِلَيْنَا إِذَا أَصْبَحْتَ غَدًا، فَغَدَوْنَا عَلَيْهِمْ، فَوَجَدْنَاهُمْ قَدْ ذَبَحُوا بَقَرَةً وَأَلْبَسُوا أَبَا خَدِيجَةَ حُلَّةً، وَضَرَبُوا عَلَيْهِ قُبَّةً، فَكَلَّمْتُ أَخَاهَا، فَكَلَّمَ أَبَاهُ، فَأَخْبَرَ برَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَكَانِهِ، وَسَأَلَهُ أَنْ يُزَوِّجَهُ فَزَوَّجَهُ، فَصَنَعُوا مِنَ الْبَقَرَةِ طَعَامًا، فَأَكَلْنَا مِنْهُ وَنَامَ أَبُوهَا، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْحُلَّةُ، وَهَذِهِ الْقُبَّةُ، وَهَذَا الطَّعَامُ؟ قَالَتْ لَهُ ابْنَتُهُ الَّتِي كَلَّمَتْ عَمَّارًا: هَذِهِ الْحُلَّةُ، كَسَاكَهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ خَتْنُكَ، وَبَقَرَةٌ أَهْدَاهَا لَكَ فَذَبَحْنَاهَا حِينَ زَوَّجْتَهُ خَدِيجَةَ، فَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ زَوَّجَهُ، وَخَرَجَ حَتَّى جَاءَ الْحِجْرَ، وَخَرَجَتْ بَنُو هَاشِمٍ حَتَّى جَاءُوا، فَقَالَ: أَيْنَ صَاحِبُكُمُ الَّذِي يَزْعُمُونَ أَنِّي زَوَّجْتُهُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَظَرَ إِلَيْهِ، قَالَ: إِنْ كُنْتُ زَوَّجْتُهُ وَإِلا فَقَدْ زَوَّجْتُهُ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَحْفَظُهُ عَنْ عَمَّارٍ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ.
٢٦٥٧ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْكُوفِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، ثنا أَبِي، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَوْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْعَى غَنَمًا، ثُمَّ كَانَ يَرْعَى الإِبِلَ، مَعَ شَرِيكٍ لَهُ، يَأْتِيهِمْ يَتَقَاضَاهُمْ، فَيَقُولُ لَهُ: مُحَمَّدٌ! انْطَلِقْ، فَيَقُولُ: اذْهَبْ أَنْتَ فَإِنِّي أَسْتَحْيِي، فَقَالَ لَهُ مَرَّةً - يَعْنِي: لِلشَّرِيكِ - وَأَتَاهُمْ: أَيْنَ مُحَمَّدٌ لا يَجِيءُ مَعَكَ، قَالَ: قَدْ قُلْتُ لَهُ، فَذَكَرَ أَنَّهُ لَيَسْتَحْيِي، قَالَ: فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لأُخْتِهَا خَدِيجَةَ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ قَطُّ أَشَدَّ حَيَاءً
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute