وَإِنْ كَانَتْ جَارِيَةً فَادْفِنَاهَا، قُلْتُ: وَمَا هَذِهِ الْمَوْلُودَةُ؟ ، قَالَ: ابْنَةٌ لِي، قُلْتُ: أَشْتَرِيهَا مِنْكَ، قَالَ: يَا أَخَا بَنِي تَمِيمٍ! تَقُولُ: بِعْنِي بِنْتَكَ وَقَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنِّي رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ؟ ! ، قُلْتُ: إِنَّمَا أَشْتَرِي رُوحَهَا أَنْ لا تُقْتَلَ، قَالَ: بِمَا تَشْتَرِيهَا؟ ، قُلْتُ: بَنَاقَتَيَّ هَاتَيْنِ وَوَلَدَيْهِمَا، قَالَ: وَتَزِيدُنِي بَعِيرَكَ هَذَا؟ ، قُلْتُ: نَعَمْ عَلَى أَنْ تَبْعَثَ مَعِي رَسُولا، فَإِذَا بَلَغْتُ رَدَدْتُهُ، قَالَ: وَذَلِكَ، فَاشْتَرَيْتُهَا وَقَدِ اشْتَرَيْتُ ثَلاثَ مِائَةٍ كُلُّ وَاحِدَةٍ بِنَاقَتَيْنِ عَشْرَاوَيْنِ وَبَعِيرٍ، فَهَلْ فِي ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَالَ: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا فُرِضَ لَكَ مِنْ أَجْرٍ» ، أَوْ قَالَ: «هَذَا بَابٌ مِنَ الْخَيْرِ» ، قَالَ: وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ الْفَرَزْدَقُ:
وَجَدِّي الَّذِي مَنَعَ الْوَائِدَاتِ ... وَأَحْيَا الْوَئِيدَ فَلَمْ يُوأَدِ
بَابٌ فِيمَنْ أَحْسَنَ بَعْدَ إِسْلامِهِ أَوْ أَسَاءَ
٧٣ - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا أُسَيْدُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ: «مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ فِي الإِسْلامِ أُخِذَ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ» .
قَالَ الْبَزَّارُ: لَمْ يُتَابَعْ أُسَيْدٌ عَنْ شَرِيكٍ عَلَى هَذَا، وَإِنَّمَا يَرْوِيهِ الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute