بأنواع الحيل التي ورثوها عن إخوانهم من اليهود، فادعى أنه لا زكاة عليه، وهذا قبح إلى قبح مجتمعان. وقد أخبرت عن بعض من ينتسب إلى العلم أنَّه قبيل الحول يهب مالَه لزوجته، فإذا حال الحول استرده وهلم جرا فهذا هو غاية الظلم {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}[الأنعام: ٢١] فهذا علمه ضره ما نفعه.
فائدة: التحقيق عندي أنَّ الغني الشاكر أفضل مِنَ الفقيرِ الصَّابر وهذا خلاف ما كنت أختاره أوّلا تبعا لجماعة، واعلم أنَّ الفقير الصادق له علامات، وآداب باطنة، وظاهرة: فأمَّا الباطنة فأنْ لا يكره ما ابتلاه الله تعالى به مِنَ الفقر وهذا واجب عليه، وأرفع من هذا أنْ يكون راضيًا بالفقر، وأرفع من هذا أن يكون طالبًا له، وفرحا به، وشاكرًا عليه وأمَّا آداب ظاهرة فإظهار التعفف، وأمَّا في أعماله فلا يتواضع لغني والله تعالى أعلم.