للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت: ربِّ اذًا يَثْلَغُوا رأسي فيدعوه خبزةً قال: استخرجهم كما استخرجوك (١)، واغزهم نُغْزِكَ، وأنفق فننفق عليكَ، وابعثْ جيشا نبعثْ خمسةً مثله، وقاتلْ بمَنْ أطاعك مَنْ عصاك.

قال: وأهل الجنةِ ثلاثةٌ: ذو سلطانِ مقسطٌ متصدق موفق، ورجل رحيئمٌ رقيقُ القلبِ لكلِّ ذي قربى ومسلم، وعفيفٌ متعفف ذو عيال وأهل النار خمسة (٢): الضعيفُ الذي لا زَبْرَ لهُ الذين هم فيكم تبعًا لا يبغون أهلًا ولا مالًا، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دقَّ إلا خانه، ورجلٌ لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعكَ عن أهلك ومالك وذكر البخلَ والكذب والشنظير (٣) الفحَّاش وإنَّ الله أوحى إليَّ أنْ تواضعوا حَتَّى لا يفخر أحدكم على أحدٍ، ولا يبغي أحدٌ على أحد" (٤).

وأخرجَ البخاري، ومسلم عن حارثة بن وهب رَضي اللهُ عَنْهُ قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ألا أخبرِكم بأهل الجنة؟ كلُّ ضعيف (٥)


(١) هَذَا ما جاء في صحيح مسلم (استخرجوك) ٤/ ٢١٩٧ (٢٨٦٥) وفي (أ)، (ب) (أخرجوك).
(٢) ورد في هامش الأصل: وسيأتي تفسير ما خفي من هؤلاء الخمسة في صفة أهل النار. أهـ.
(٣) ورد في هامش الأصل: الشنظير: سيء الخلق.
(٤) رواه مسلم (٢٨٦٥).
(٥) ورد في هامش. الأصل: أي: عن أذى الناس، أو عن المعاصي، متضعف: بفتح العين أي: يستضعفه الناس لرثاثة حاله وخموله أهـ.