للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: سألتني بك فعظمتُ أن أردّ شيئًا سألتني بك. فأرسل آخر فقال مثل ذلك، حتى أرسلهم كلهم. فأرسل ملك الموت فقالت له مثل ذلك، فقال: إن الذي أرسلني أحقُّ بالطاعة منك، فأخذ من وجه الأرض كلها، من طيبها وخبيثها، فجاء به إلى ربِّه فصبَّ عليه من ماء الجنة فصار حمأً مسنونا فخُلقَ منه آدم عليه السلام. زاد ابن عساكر عن يحيى بن خالد فسمّاه ملك الموت، ووكّله بالموت (١).

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن سابط قال: يدبر أمرَ الدّنيا أربعة: جبريلُ وميكائيل وإسرافيل وملكُ الموت، فأمّا جبريلُ، فصاحب الجنود والريح، وأما ميكائيل فصاحب القطر والنبات، وأمّا ملك الموت فموكل بقبض الأنفس وأمّا إسرافيل فيتنزل بالأمر عليهم بما يُؤمرون (٢).

وأخرج أبو الشيخ في "العظمة" عن الرّبيع بن أنس، أنَّه سُئِل عن ملك الموت، هل هو الذي وحده يقبض الأرواح قال: هُو الذي يَلي أمرَ الأرواح، وله أعوان على ذلك، غير أنَّ ملك الموت هو الرئيس، وكل خطوة منه من المشرق إلى المغرب. قلتُ: أين تكون أرواح المؤمنين؟ قال: عند السدرة (٣).


(١) رواه محمد بن عبد الواحد الأصبهاني في مجلس في رؤية الله تبارك وتعالى (٦٦٢). ورواه أبو الشيخ في "العظمة" (١٠٤٧) بإسناد معضل.
(٢) رواه ابن أبي شيبة ٧/ ١٧٠ والبيهقي في "الشعب" (١٥٨). وإسناده إلى ابن سابط صحيح.
(٣) العظمة (٤٣٣)، وأخرجه الطبري في "التفسير" ٧/ ٢١٧، وإسناده ضعيف.