للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥)} [النَّازعَات: الآية ٥] ملائكة يكونون مع ملك الموت يحضرون الموتى عند قبض أرواحهم، فمنهم من يعرج بالروح، ومنهم من يُؤمّن على الدعاء ومنهم من يستغفر للميت حتى يصلى، عليه ويدلى في حفرته (١).

وقال عكرمة في قوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (٢٧)} [القِيَامَة: الآية ٢٧] أعوان ملك الموت يقول بعضهم لبعض: مَنْ يرقى بروحه من أسفل قدمه إلى موضع خروج نفسه.

وأخْرَجَ الطبرانيُّ في "الكبير" وأبو نعيم وابن منده عن الحارث بن الخزرج، عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول -ونظر (٢) إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال-: "يا ملك الموت، أرفق بصاحبي فإنَّه مؤمنُ"، فقال ملكُ الموت: طب نفسًا، وقر عيْنا، واعلم أني بكل مؤمن رفيق، واعلم يا محمد أني لأقبض روح ابن آدم، فإذا صرخ صارخ من أهل بيته همت في الدار ومعي روحه، فقلت ما هذا الصّارخ، والله ما ظلمناه ولا سبقنا أجله، ولا استعجلنا قدره، وما لنا في قبضه من ذنب، فإن ترضوا بما صنع الله تؤجروا وإن تسخطوا تَأثموا وتؤزروا، وإن لنا عندكم عودة بعد عودة فالحذر الحذر، وما مِنْ أهل بيت شعر ولا مدر برٌّ ولا فاجر، ولا جبل إلا أنا أتصفحهم في كل يومٍ وليلة، أنا أعرف بصغيرهم وكبيرهم


(١) ذكره في "الدر المنثور" في تفسير آية النازعات (٥).
(٢) كذا في (أ) وفي (ب)، و (ط): (وانظر).