للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال في "حادي الأرواح" (١): فإنْ كان هذا محفوظا لم يناقض ما قبله فإن العرب إذا قدرت بعدد له نيف فإن لهم طريقتين تارة يذكرون النيف للتحديد، وتارة يحذفونه، وهذا معروف في كلامهم وخطاب غيرهم من الأمم انتهى.

والحاصل أنَّه ألْغَى الكسر وهو كثير في كلام الشارع جدًا والله أعلم.

وأخرجَ ابن أبي الدنيا (٢) عن أنس بن مالك رَضي الله عَنْهُ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يدخل أهل الجنة على طولِ آدم سَتين ذراعَا بذراع الملك، على حسن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة، وعلى لسان محمد جرد مرد مكحلون" (٣).

وأخرجَ الطبراني عن المقداد بن الأسود مرفوعًا: "يحشر الناس ما بين السقط إلى الشيخ الفاني أبناء ثلاث وثلاثين في خلق آدم، وحسن يوسف، وقلب أيوب مكحلين ذوي أفانين أي: شعور وجمم" (٤).

قال الإمام العلامة: ولعل المراد بقوله: "يحشر الناس" أي: عند دخول الجنةِ، وإلا فالأطفال يأتون الموقف كهيئتهم وعند الدخول يكونون في الجنةِ كالبالغين. انتهى والله أعلم.


(١) ص ٢١٨.
(٢) في "صفة الجنة" برقم (٢٢٠).
(٣) ذكره في "حادي الأرواح" ص ٢١٨.
(٤) رواه الطبراني ٢٠/ ٢٥٦ (٦٠٤)، وأورده الهيثمي ١٠/ ٣٣٤، وقال: وفيه يزيد بن سنان أبو فروة الرّهاوي، وهو ضعيف، وفيه توثيق لين، ونحوه من حديث المقداد بن معدي كرب في "المجمع" ١٠/ ٣٣٤، وحسنه الهيثمي.