للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبطل أنْ يكون لأحدٍ في الجنةِ لحية البتة ولذا قلت في معارضة من زعم أن لمن ذكر لحية:

لعمرك أهل الخلد مرد جميعهم ... كما صحّ في أخبار خير البرية

وما قيل في موسى الكليم وصنوه ... وآدم والصديق ليس بمثبت (١)

كذاك خليل الله ما صحَّ أنَّه ... يرى في جنات الخلدِ يومًا بلحية

وأما قوله: "ولا أسنان" هذا مما أتعبت نفسي في تصفح الطروس، والبحث في الدروس، ومراجعة الأساطين، ومراسلة الجهابذة الراسخين، وتأمل الدفاتر، وكشف الذخائر فلم أقف لذلك على أصل، ولم أظفر فيه بنقل لا بسند صحيح [ولا] (٢) ضعيف ولا حسن ولا باطل ولا نحيف، وقد طالبت شيخنا بالأصل الوارد في ذلك، فحسر عليه، فقلت: إنْ لمْ يظهر لنا دليل هذا فلا ننظر إليه فإني والله لم أر فيه بعد شدة الفحص، ونصب النفس أثرًا سوى أقاويل كحكايات الأولاد، ومثل هذا إنما يثبت بصحة سنده عن خير العباد فإن رأينا الدليل الثابت فهو المراد، وإلا فهو عندنا مردود سيما وقد ورد خلافه بأنه تضيئ الجنة من حسن ثنايا الحور العين. فإن قيل: لا يلزم أن تعيين الحور العين كأولاد آدم. قلنا: بل هم سواء حينئذٍ، والله تعالى أعلم.


(١) ورد في هامش الأصل: وغيرت البيت الثاني فقلت:
وما قيل في نوح وموسى وصنوه ... وآدم والصديق ليس بمثبت
المؤلف من خطه عن نسخته.
(٢) ليست في الأصل، وأثبتناه لتستقيم الجملة.