للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا لا أجنّة أي: لا يولد لأهل الجنةِ أولاد، ولا ينامون كما يأتي، وليس لأحد منهم لحية البتة، وما ذكرنا عن بعضِهم لا أصل له إذ لم يثبت ذلك عن حضرة الرسالة جزمًا. نعم ورد في آدم، وموسى، وهارون أحاديث موضوعة، وأخبار مصنوعة لا يعوّل عليها، ولا ينظر إليها، وقد ذكرها الإمام الحافظ ناصر السنة ابن الجوزي في "الموضوعات" (١) وللبرهان الناجى في ذلك مصنّف لطيف وقفت عليه، وتأملته، ولخصته، وزدت عليه زوائد حسنة حكم فيه ببطلان ما ورد في هذا الباب فهذا كلام أهل الأثر طافح ببطلان ذلك.

قال الإمام الحافظ ناصر السّنة ابن الجوزي طيب الله ثراه في كتابه "الموضوعات" (٢) بعد أن حكم ببطلان كون لموسى عليه السلام لحية ما نصّه: قلت: ووضع هذا الحديث وضع قبيح؛ لأنَّه لو كان معظما باللحية لكان نبينا أحق، ثم إنه متى كان الناس على حالةٍ وانفرد واحد بغير حالتهم كان ذلك كالعار عليه، والشهرة له فلا فائدة في ذلك انتهى.

وقد أجاب الإمامُ الحافظ ابن حجر العسقلاني قدس الله روحه مَنْ سأله أنَّه ورد في بعضِ كتب الفرس أن للخليل، وأبي بكر لحية في الجنَّةِ بأنه لم يثبت ذلك، ولا أعرف ذلك في شيء من كتب الحديث المشهورة والأجزاء المنثورة. انتهى.


(١) ٣/ ٥٨٦ - ٥٨٨ (١٨١٤ - ١٨١٧).
(٢) ٣/ ٥٨٩.