للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللذة، وقوّتها بحيث يصل في اليوم الواحد إلى مائة عذراء. كما سيأتي إنْ شاء الله ولا يخفى التناسب الذي بين الطول والعرض وأنَّه لو زاد أحدهما على الآخر فات الاعتدال، وتناسب الخلقة، ويصير طولا مع رقة، أو غلظا مع قصر وكلاهما غير مناسب.

وقال القرطبي في "التذكرة" (١): تكون الآدميات في الجنة على سن واحد، وأمَّا الحور فأصناف مصنفة صغار وكبار على ما أشتهت أنفسُ أهل الجنَّةِ. انتهى والله أعلم.

تنبيه: زعم بعضُ الناسِ أنَّه يدخل الجنة سيدنا آدم، وموسى، وهارون وسيدنا إبراهيم الخليل، وسيدنا أبو بكر الصديق، وزاد بعضُهم نوحًا عليهم الصلاة والسلام بلحية، (ونظم بعضهم) (٢) ذلك في أبيات من الشعر، وكل هذا كذب مفترى: أنشدنا شيخنا العلامة الشيخ محمد العجلوني الشافعي قال: أنشدنا شيخنا علاّمة وقته الشيخ أبو رميلة التميمي الخليلي لنفسه في المسجد الأقصى سنة ١٠٨٩ قال رحمه الله تعالى:

وستة ليستْ لأهل الجنَّةِ ... لا بول لا غائط لا أجنّة

كذاك لا نومَ ولا أسنانا ... ولا لحى أيضًا كما أتانا

واستثن منهم ستّة قد خصّوا ... بلحية قد جاء فيهم نصّ

هم آدم ونوح إبراهيم ... هارون والصّديق والكليم

قلتُ: أمَّا كون أهل الجنة لا بول لهم ولا غائط فهذا حقّ صحيح،


(١) ص ٥٥٥.
(٢) في (ب) و (ط) (وبعضهم نظم).