للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالت طائفة: بل هو شجر عظام طوال، وهو من شجر البوادي الكثير الشوك عند العرب قال حاديهم:

سيرها دليلها وقالا ... غدا ترين الطلح والجبالا

ولهذا الطلح (١) الشجر نور، ورائحة طيبة، وظل ظليل، وقد نضد بالحمل والثمر مكان الشوك.

وقال الليث: الطلح شجر أمِّ غيلان له شوك أحجن من أعظم العضاة شوكا، وأصلبه عودًا وأجوده صمغا.

وقال أبو إسحق: يجوز أن يعني به شجر أمّ غيلان؛ لأن له نورًا طيب الرائحة جدًا فوعدوا بما يحبون مثله، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنَّة على سائر ما في الدنيا فإنه ليس في الدنيا مما في الجنَّة إلا الأسامي (٢).

قال في "حادي الأرواح" (٣): الظاهر أن من فسر الطلح المنضود بالموز إنما أراد التمثيل به لحسن نضده، وإلا فالطلح في اللغةِ: هو الشجر العظام من شجر البوادي والله أعلم.

وأخرج البيهقي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال أعرابي: يا رسُولَ الله، لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية، وما كنت أرى أن في


(١) ساقطة في (ب).
(٢) انظر هذه الأقوال في "تفسير القرطبي" ١٧/ ٢٠٨، و"حادي الأرواح" ص ٢٣٨.
(٣) "حادي الأرواح" ص ٢٣٨.