للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجنَّة شجرة تؤذي صاحبها: فقال عليه الصلاة والسلام: "وما هي؟ " قال: السدر، فإنَّ لها شوكًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله عز وجل: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨)} [الواقعة: ٢٨] يخضد الله شوكه فيجعل مكان كلّ شوكة ثمرة، إنها تنبت، ثُمَّ ينفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لونًا من الطعام ما منها لون يشبه الآخر" (١). وأخرج الطبراني (٢) مثله والله أعلم.

قال تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠)} [الواقعة: ٢٩]. قال البغوي: دائم لا تنسخه الشمس والعرب تقول للشيء الذي لا ينقطع: ممدود فإن قيل: قد علم أن لا شمس في الجنَّة فكيف يكون فيها ظل؟ فالجواب: أن الوقت في الجنَّة يكون كساعة أوّل النهار قبل طلوع الشمس كما هو مقرر، ولا شك أن ذلك ظل، ولذا صح اتصافه بكونه ممدودًا أي: دائمًا لا تزيله شمس، كما فسره البغوي (٣) طيب الله ثراه والله أعلم.

وقال تعالى: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (٤٨)} [الرحمن: ٤٨]. وهي جمع فنن، وهو الغصن وقال: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨)} [الرحمن: ٦٨] (٤). أخرج ابن أبي داود عن عتبة بن عبد السلمي، قال: كنت جالسًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أعرابي فقال: يا رسُولَ الله، أسمعك تذكر في


(١) أخرجه الحاكم ٢/ ٤٧٦، والبيهقي في "البعث والنشور" (٣٠٢).
(٢) الطبراني في "الكبير" (١٧/ ١٣٠).
(٣) "معالم التنزيل" ٨/ ١٢، تفسير سورة الواقعة {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠)}.
(٤) البغوي في "التفسير" ٧/ ٤٥٢.