للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه عن أبي سعيد رضي الله عنه أنَّ رجلاً قال: يا رسُولَ الله، طوبى لمن رآك، وآمن بك. قال: "طوبى لمن رآني، وآمن بي، ثُمَّ طوبى ثُمَّ طوبى ثُمَّ طوبى لمن آمن بي ولم يرني". فقال رجل: يا رسُولَ الله، وما طوبى؟ قال: "شجرة في الجنَّة مسيرة مائة سنة ثياب أَهلِ الجنَّةِ تخرج من أكمامها" (١) قال في "حادي الأرواح" (٢) قلت: وصدر هذا الحديث في المسند، ولفظه: "طوبى لمن رآني، وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرنى سبع مرات".

وفي البهجة (٣): هي (يعني: طوبى) شجرة في جنة عدن في دارِ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يخلق الله عز وجل لونًا، ولا زهرة إلا وفيها منها إلا السواد، ولا يخلق الله فاكهة، ولا ثمرة إلا وفيها منها ينبع من أصلها عينا الكافور والسلسبيل كلّ ورقة منها تظل أمة، عليها ملك يسبح الله عز وجلّ بأنواع التسبيح وفيها أيضًا عنه - صلى الله عليه وسلم -: "أنَّ طوبى شجرة غرسها الله بيده تنبت الحلى، والحلل، وأنَّ أوراقها ترى من وراء سور الجنَّة" وحكى الأصم: أنها في دار النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وفي دار كلّ مؤمن منها غصن. والله تعالى أعلم.


(١) البخاري (٦٥٥٣)، ومسلم (٢٨٢٨)، مسند أحمد ٣/ ٧١.
(٢) "حادي الأرواح" ص ٢٤١.
(٣) بهجة الناظرين مخ / ٣٧١. انظر "وصف الفردوس" لابن حبيب (٣٢).