للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مضطجعين، ومعنى تذليل القطف: تسهيل تناوله.

وأخرج الطبراني عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الرجل إذا نزع ثمرة من الجنَّة عاد مكانها أخرى" (١).

وأخرج عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبي موسى رضي الله عنه مرفوعًا: "أهبط الله آدم من الجنَّة، وعلمه صنعة كل شيء وزوده من ثمارِ الجنَّة فثماركم هذه من ثمار الجنَّة غير أنها تغير وتلك لا تغير".

وأخرجَ مسلم عن جابر رضي الله عنه، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "عرضت على الجنَّة حتى لو تناولت منها قطفًا أخذته" وفي لفظ: "فتناولت قطفًا فقصرت عنه يدي" (٢).

وفي "حادي الأرواح" (٣) عنه قال: بينا نحن في صلاة الظهر إذ تقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقدمنا، ثُمَّ تناول شيئًا ليأخذه، ثُمَّ تأخر، فلما قضى الصلاة قال له أُبيّ ابن كعب رضي الله عنه: يا رسُولَ الله، صنعت اليوم في الصلاة شيئًا ما كنت تصنعه قال: "إنه عرضت على الجنَّة، وما فيها من الزهرة، والنضرة فتناولت منها قطفًا من عنب لآتيكم به فحيل بيني وبينه، ولو أتيتكم به لأكل منه من بين السَّماء والأرض لا ينقصونه".

وقال ابن المبارك عن ابن عباس رضي الله عنهما: ثمر الجنَّة أمثال القلال، والدلاء، أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل، وألين من


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" ٢/ ١٠٢ (١٤٤٩).
(٢) مسلم (٢٣٥٨).
(٣) "حادي الأرواح" ص ٢٥٠، ٢٥١.