للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زوجها؟ قال: "يا أم سلمة إنَّها تخير فتختار أحسنهم خلقًا فتقول: أي رب إنَّ هذا كان أحسنهم معي خلقًا في دارِ الدنيا فزوجنيه، يا أم سلمة، ذهبَ حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة".

قال في "حادي الأرواح" (١): تفرد به سليمان بن أبي كريمة ضعفه أبو حاتم، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا، ثُمَّ ساق هذا الحديث من طريقه قال: ولا يعرف إلَّا بهذا السند.

قلت: وقد ورد خلافه فعن حذيفة أنَّه قال لأمامة: إنْ سرَّكِ أن تكوني زوجتي في الجنَّة إن جمعنا الله فيها فلا تتزوجي منْ بعدي فإن المرأة لآخر أزواجها (٢).

خطب معاوية (٣) أم الدرداء فأبت، وقالت سمعت أبا الدرداء يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "المرأة لآخر أزواجها في الآخرة".

وقال لي: إنْ أردتِ أن تكوني زوجتي في الآخرة فلا تتزوجي من بعدي. والله أعلم.

وأخرج أبو يعلي الموصلي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "والذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم،


(١) "حادي الأرواح" ص ٣٢٩، ٣٣٠.
(٢) البيهقي في (سننه) (٧/ ٦٩ - ٧٠).
(٣) "طبقات المحدثين" لأبي الشيخ، والطبراني في "الأوسط" ٣/ ٢٧٥ (٣١٣٠)، وله شاهد آخر من حديث أبي بكر عند ابن عساكر في "تاريخه" (١٩/ ١٩٣ / ١) وحديث عائشة في "تاريخ بغداد" (٩/ ٣٢٨).