للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعل قبض روحه وإسلالها من جسده على يده، وقد قال عزرائيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة، ما قدرت على ذلك، حتى يكون الله هو الآمر بقبضها، كما تقدم (١).

قال السيوطي (٢): ولكن أخرج الخطيب في الرّواة عن مالك عن سليمان بن مهير الكلابي قال: حضرتُ مالك بن أنس وسأله رَجلٌ عن البراغيث أملك الموت يقبض أرواحها فأطرق طويلًا ثم قال: ألها نَفس؟ قال: نعم. قال: فإن ملك الموت يقبض أرواحها {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزُّمَر: الآية ٤٢] (٣).

قال السيوطي: ثم رأيتُ جويبرا أخرجَ في تفسيره عن الضحاك، عن ابن عباس قال: وكّل ملك الموت بقبض أرواح الآدميين، فهو الذي يلي قبض أرواحهم وملكًا في الجن، وملكًا في الشياطين، وملكًا في الطير، والوحش والسباع، والحيتان والنّمل، فهم أربعة أملاك والملائكة يموتون في الصعقة الأولى، وإن ملك الموت يلي قبض أرواحهم، ثم يموت، فأما الشُهداء في البحر، فإن الله يلي قبض أرواحهم، لا يكل ذلك إلى ملك الموت لكرامتهم عليه، حيث ركبوا لجج البحر في سبيله. قال: وجويبر


(١) جزء من حديث الحارث بن الخزرج عن أبيه، ولا يصح وليس فيه (عزرائيل) وإنما (ملك الموت). انظر ص ٧٧ ت (١).
(٢) شرح الصدور ص ٨٦.
(٣) أورده القرطبى بإسناد الخطيب في "التفسير" ١٤/ ٩٣. التذكرة (٥٨) تح عصام.